المكتبة النصية / طاعة الله تعالى وطرقها
عباد الله: اتقوا الله تعالى كما أمركم بقوله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " تقوى الله حق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر" ؛ وذلك بأنه سبحانه فرض طاعته وطاعة رسوله، ونهى عن معصيته ومعصية رسله، ورتب على الطاعة الأجر الكبير، ورتب على المعصية، أو توعد على المعصية بالعذاب الأليم؛ فقال الله تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ } وهذا وعيد شديد؛ فطاعة الله تعالى تتمثل في امتثال كل ما أمر به فيفعله، وفي ترك ما نهى عنه فيتركه، ويكون ذلك بقدر الاستطاعة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه } . ولنعرض بعض الأمثلة التي فيها طاعة لله، وفي فعل تركها معصية لله سبحانه؛ فنقول: قال الله تعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لا شك أن هذا أمر من الله تعالى، وإقام الصلاة؛ جعلها قائمة ظاهرة بارزة؛ بحيث إن العبد يواظب عليها ويظهرها، ويحرص على إتمامها؛ فذلك من الطاعة يا أيها المؤمنون. وإيتاء الزكاة: هو إخراج زكاة الأموال التي فرضها ربنا سبحانه في أموال عباده -أهل الجدة، وأهل الثروة والعطاء، وأهل الغنى- وإعطاؤها لمستحقيها من الفقراء والمساكين والمستضعفين والغارمين. وطاعة الرسول: هي اتباع سنته فيما أمر به، وامتثال ما جاء عنه من العبادات؛ وذلك من طاعة الله ورسوله.