6- زوجي ذو سلوكيات سيئة ومحرمة

المشكلة: تزوجت منذ عام من رجل لم أعرف عنه شيئًا من قبلُ، وبعد الزواج اكتشفت أنه ذو سلوكيات سيئة ومحرمة، وعندها طلبت منه الطلاق، ولكنه لا يوافق إلا بعد أن يأخذ المهر كله الذي أعطاني -هكذا يقول- فهل من حقه أن يسترد المهر كاملا أم لا؟ الحل: لا يحل له أخذ شيء من المهر إذا كان السبب في الطلاق جاء من قِبَلِه ؛ لقوله تعالى: { وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } [ النساء: 20،21 ]. فإذا كان الزوج سيئ الأخلاق، شرسًا، حقودًا، غضوبًا، صعب البقاء معه، وإن كان سيئ الظن كثير الاتهام يحقق إذا ظن فيطلق لسانه بالسباب والعيب والثلب والبهت والكذب ويرفع صوته أو يمد يده فيضرب بها، أو بعصا أو حجر أو سلاح - فمن المشقة صحبته والعيش معه، وكذا إذا كان بخيلا ممسكًا شحيح النفس والقلب، شديد البخل، قليل النفقة مع غناه وثروته، فمن الصعب بقاء زوجته معه وهي تعاني من الجوع والعري والجهد والضيق في المعيشة. وأيضًا إن كان الزوج عاصيًا لربه؛ يترك الصلاة أو يؤخرها عن مواقيتها، أو يتخلف عن الجماعة، أو يتعاطى المسكرات والمنكرات، أو يشرب الدخان ويؤذي برائحة فمه ونتنه من حوله، أو يطيل السهر على آلات اللهو والطرب وسماع الأغاني، والنظر في الشاشات إلى الأفلام الخليعة والصور الفاتنة والمناظر الهابطة التي تزرع الشر في القلوب وتدفع إلى ارتكاب المعاصي، ونحو ذلك من السلوكيات المحرمة -فإنه يصعب العيش معه. وعليك أن تسجلي عليه بعض الكلمات السيئة والمعاملات الشرسة أو تُشهدي عليها بعض العدول من الجيران والأصحاب، حتى إذا رُفع الأمر إلى القاضي كان هناك من القرائن ما يبرر الدعوى ويدينه بالتخلي عن زوجته، وعدم استحقاقه لشيء من المهر لسوء أخلاقه وقلة ديانته، والله أعلم.