28- زوجي يمنعني من استخدام الهاتف بحجة أن أهلي يفسدونني

المشكلة: زوجي يمنعني من استخدام الهاتف بحجة أني أتصل على أهلي وأهلي -من وجهة نظره- يفسدونني، بل إنه قطع الحرارة عن الهاتف خشية أن يكلموني هم، فأصبحت معزولة عن العالم، رغم أنه ليس هناك أي شيء مما يخشاه. ما رأيكم في تصرفه هذا؟ وبما توجهوننا؟ جزاكم الله خيرًا. الحل: على الزوج الحرص على حفظ زوجته عن المكالمات التي قد تشتمل على كلام سيئ أو دعاية إلى فساد، ولا شك أن الكثير من الهواتف أصبحت مَدْعَاةً للوقوع في الزنا وارتكاب الفواحش؛ بحيث إن المرأة تتصل بمن تريد ويتصل بها من يريدها، وتحصل المواعيد وينتج من ذلك ما لا تحمد عقباه مع غفلة أولياء الأمور عن ذلك، والحكايات في ذلك والوقائع لا تكاد تحصى. ولأجل ذلك فإن كثيرًا من الأزواج تحملهم الغيرة على نسائهم والحرص على حماية الأعراض بمنع المكالمات أصلا والحيلولة بين النساء وبين استعمال الهاتف في أي غرض؛ مخافة أن يكون عليه أحد هؤلاء المغرضين المفسدين، والمرأة غالبًا تكون ضعيفة التحمل، قليلة الصبر، تندفع مع المغريات، وتنخدع بالدعايات والدوافع المادية والمعنوية، فهذا ما دفع الكثير من الأولياء إلى مراقبة الهاتف، وإلى تسجيل المكالمات التي تجري بين أهل بيته وبين غيرهم، فظهر من ذلك عجائب وغرائب. ومع ذلك، فإن النساء يختلفن، ولا يحكم عليهن بحكم واحد، فإذا علم الرجل من امرأته التعفف والديانة والصيانة وحفظ نفسها وحفظ بيتها وخوفها من الله تعالى، ومراقبتها لزوجها وغيرتها عليه أن يقع في فاحشة أو يخضع لكلام أجنبية وشدة حماسها، فإن ذلك دليل على عفتها وحفظها لنفسها ولفراش زوجها، فلا يجوز والحالة هذه منعها من اتصالها بأهلها اتصالا عاديًّا للاطمئنان على صحتهم وحالهم. أما إن خاف منهم أن يفسدوها عليه؛ بأن يغروها على كثرة الطلبات منه؛ كالمشتريات والخروج للأسواق والمتنزهات وكثرة الزيارات التي يطلبها كثير من النساء وتضرب الأمثال بفلان وفلان، فإن في منعها من المكالمات لهذا الغرض يكون عذرًا سائغًا، والله أعلم.