المشكلة: زوجي ينقل كلامي لأهله ثم يأتي إلي بكلامهم، فيترتب على ذلك مشاكل كثيرة، ولقد طلبت منه كثيرًا ترك ذلك، لكنه لم يمتثل، فكيف أصنع؟ وهل من كلمة توجهونها إليه؟ الحل: هذا الفعل يسمى نميمة، وهي نقل الكلام على وجه التحريش والإفساد ويسمى أيضًا الْعَضه، وفيه قوله -صلى الله عليه وسلم- { ألا أنبئكم ما الْعَضْهُ؟ هي النميمة؛ القالة بين الناس } رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، رقم (102). وأما الوعيد فقد قال تعالى: { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ } [ القلم: 11 ]. هذا في وصف بعض أهل النار، وقال تعالى: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } [ الهمزة: 1 ]. وهو النمام، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- { لا يدخل الجنة نمام } رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب "بيان غلظ تحريم النميمة" رقم (168). وقيل: إن النمام يفسد في الساعة ما لا يفسد الساحر في السنة جاءت هذه المقولة معزوة في كلام المؤلف بقوله: "وأخبر في الحديث..." وهذا خطأ لأنها ليست من الحديث في شيء، وإنما هي قول ليحيى بن أبي كثير. ارجع إلى: كتاب مغني المحتاج، للخطيب الشربيني، كتاب الأشربة. وكذا كتاب الجامع لأحكام القرآن، الجزء 20 ، سورة المسد. وعزاها القرطبي إلى أكثم بن صفي مع إبدال كلمة "سنة"، بـ "شهر". . وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النمام يعذب في قبره لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ بقبرين فقال: " إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير! بلى إنه كبير: أما أحدهما، فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله". متفق عليه؛ رواه البخاري، كتاب الجنائز، رقم (1378)، ومسلم، كتاب الطهارة رقم (111). ولا شك أن التحريم يكون أشد إذا كان بين الرجل وزوجته وأقاربه. فعليه الخوف من الله تعالى، والمراقبة له، والبعد عن الأسباب التي توقع في العذاب العاجل والآجل، وعليه أن يتجنب الكذب والغيبة والنميمة والبهتان والتحريش بين الناس، وأن يعدل إلى الصدق وصيانة الأعراض والخوف من الله ومراقبته، فهو شديد العقاب، والله أعلم. |