س 63: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين يغضب غضبًا شديدًا على الطالب إذا تحرك في الفصل كأن يحرك رجله على الأرض، أو يلتفت نحو زميله، أو يحرك الطاولة؛ فالمدرس يعتقد أن هذه الحركات تستهدفه شخصيًّا، أو أن المقصود استفزازه أو عدم نجاحه، فهل الأولى تمرير هذه الحركات لأنها عادية وليست مقصودة نتيجة طول الجلوس على المقعد؟ نرجو توضيح هذا الأمر بارك الله في علمكم وعملكم. فأجاب: معلوم أن من طبيعة الأطفال الذين دون البلوغ كثرة الحركة والتقلب؛ ولهذا يصعب أن تجدهم جلوسًا مع آبائهم في المنازل طويلا، ويصعب إمساك الطفل الذي دون الخامسة نصف ساعة في المجلس، وهذه الحركات فيها حكمة عظيمة، وهي تقوية أبدانهم وتعويدها على التقلب والتصلب؛ فأقول: إن حركتهم في الفصول الدراسية من الأمور العادية، فلا يستغرب المدرس كثرة التنقل والتغير والالتفات وتحريك المقعد ونحو ذلك، وعليه أن يدربهم بالتي هي أحسن على الإنصات والاستفادة، وإلقاء السمع والتأمل لشرح الدرس، وعدم الانشغال بغيره، ثم عليه نصحهم وتوجيههم وترغيبهم في العلم النافع المفيد، ومتى رأى من أحدهم عبثًا وإدبارًا وصدودًا عن الدرس متعمدًا جاز له تخصيصه بعقوبة تردعه، أو رفع ذلك لمن يعاقبه. |