وسئل -حفظه الله- أنه: يقع نفر من الناس في حيلة إبليسية وهي: "أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر ولم تحصل له التقوى من الصوم، فلا داعي لصلاته وصومه"، فما نصيحتكم لهؤلاء؟ فأجاب: ورد في بعض التفاسير عن بعض السلف في قوله تعالى: { إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } إنه من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بُعدًا.. ورأى بعض الناس أنه لا ينتهي عن فعل الفواحش وارتكاب المحرمات، كالزنا وشرب الخمر، وسماع الأغاني وأكل الحرام، والوقوع في الغيبة والنميمة، والخوض في الأعراض وما أشبه ذلك، وأيضا وروده للملاهي ولعب الورق طوال الليل، ويقول هؤلاء نحن لا نستطيع أن نترك هذه الأشياء التي ألفناها منذ الشباب والصغر، وما دمنا لا نستطيع تركها فلا فائدة في صيامنا وصلاتنا، ومن ثم يقادون إلى المنكر، ويتركون الواجبات والعبادات، فيجمعون بين الفساد والشر وترك الخير؛ فهذا بلا شك ذنب كبير وجرم عظيم؛ لأنهم تركوا كل ما هو خير. وننصح هؤلاء ونقول لهم: عليكم بملازمة أهل العبادات، والمحافظة على الصلوات كما هي، وتأملوا لماذا شرعت الصلوات، واخشعوا فيها، واخضعوا واستحضروا عظمة المولى -عز وجل- وأنتم تؤدونها، وأيضا على هؤلاء أن يحافظوا على الصيام، ويستحضروا النية فيه ولما شرع له؛ لأن المولى -عز وجل- ذكر من فوائده حصول التقوى في قوله: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } . وعلى هؤلاء أن يحاولوا أن يكون الصيام سببًا في تقواهم، ثم بعد ذلك يقوموا بتمرين أنفسهم على ترك هذه المنكرات، ونحن ندعو الله أن يتوبوا ويرجعوا ويتركوا هذه المنكرات، فالمولى -عز وجل- يفرح بتوبة عبده. أما إذا قام الفرد الذي يفعل الجرائم ويرتكب الآثام ونحوها، ورتب على ذلك ترك الواجبات، فإنه يكون قد خرج عن الدين الحنيف.. ونسأل الله للجميع الهداية والتوبة. |