وقال الشيخ- حفظه الله- وإن من وسائل وطرق الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أولا: التواصي بالحق فلا شك أنه من الواجب على كل مسلم بعد أن رزقه الله تعالى نعمة الإسلام، ووفقه للعمل به، فإن من واجبه أن يدعو إخوانه إلى الخير، وأن يحثهم على التمسك به، وأن يرغبهم في الثواب الآجل مع الثواب العاجل، ويحذرهم من نقمة ربهم وعقابه، فهذا واجب كل مسلم. وقد استدل العلماء على ذلك بسورة العصر؛ حيث حكم الله -تعالى- بخسران جميع الناس إلا من استثنى، فقال -تعالى- { وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } أي أن كل الناس قد خسروا الدنيا والآخرة إلا هؤلاء الذين حققوا الإيمان، الذي هو الاعتقاد الصادق، وحققوا الأعمال الصالحة وأظهروها، وأصلحوا ما طلب منهم، ولم يقتصروا على أنفسهم، بل أوصوا غيرهم بما هم عليه: { وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } يعني الإيمان والعمل الصالح، وهذا التواصي يعم من كان قريبا أو بعيدا في النسب والمكان. وهكذا المسلمون يوصي بعضهم بعضا، فالقريب تنصحه وتحثه على الخير، وتحذره من الشر، وتبين له طرق النجاة وسبلها، وتبين له الآفات التي في ضدها، وتحثه على أن يعمل بما يعلم، وتبين له آثار مخالفة العلم، وآثار المعاصي. أما المسلم البعيد، فإنك تراسله وتكاتبه، وتوصي من يذهب إليه، فإذا كان عامِيًّا أوصيته بما يناسب العوام، وإن كان من خواص أهل العلم أوصيته بما للخواص؛ فهذا تأمره بالعمل، وهذا تأمره بالتطبيق، وهذا تبين له ما يجهله، وهذا تنبهه على ما يغفل عنه، كلٌّ بحسبه، وهذا هو التواصي بالحق. ثانيا: التواصي بالصبر وهذا فيه إشارة إلى أن الذين يدعون إلى الحق ويعملون به، لا بد أن ينالهم شيء من الأذى، وشيء من التضييق عليهم والفتنة، ونحوها! فهذه سنة الله في عباده، حتى مع الرسل! فإنهم ابتلوا وأُوذوا، وكذلك أتباعهم في كل زمان ومكان، وذلك أنه لا بد أن ينالهم -إذا كانوا متحققين بالإيمان- شيء من الأذى وشيء من البلاء! وهكذا واقع الكثير من الأئمة والعلماء في الزمن الماضي وفي كل زمان كما حصل للإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وأتباعهما، فمنهم من قُتل! ومنهم من حُبس! ومنهم من اضطهد! ومنهم من فُصل من عمله! ومنهم من أبُعد! ومنهم من أشهر بشهرة سيئة ظالمة! ومنهم من نشرت عنه نشرات خاطئة! وكل ذلك لم يصدهم عما هم عليه، بل صبروا وصابروا، وكانت لهم العاقبة. وقد دل على ذلك قول الله -تعالى- { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } . فكل من قال: { آمنا } لا يستبعد أن يفتن، لقول الله -تعالى- { وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } . يعني أنه يبتليهم، ويفتنهم؛ حتى يظهر معلوم الله فيمن كان صادقا ومن كان كاذبا! ويقول -تعالى- { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ } وهذا يقع كثيرا في الذين يتَّسمون بضعف الإيمان، فإذا أصابتهم فتنة أو نالهم أذى من الناس خافوا من الناس كخوفهم من الله! وعلى هذا فالذين ينالهم شيء من الحبس والأذى، والتخويف والتهديد، وأخذ الأموال وقتل الأولاد، وما أشبه ذلك ثم يصبرون ويحتسبون ويستمرون في الدعوة وبيان الحق، فهؤلاء هم صفوة الله الذين صبروا على هذا الابتلاء، وهم المؤمنون حقا، والعاقبة لهم: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } كما حقق ذلك لأوليائه، وكما دل على ذلك قوله -تعالى- { إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } . والله -تعالى- غني عن نصر عباده، ولكنه يبتلي العباد بهذه الدعوة، وبهذا الجهاد؛ ليظهر من يمتثل فيستحق الثواب، ومن يتكاسل فيستحق العقاب، ولو شاء الله لهدى الناس جميعا، يقول -تعالى- { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } فلو شاء الله لأظهر الحق، ولكنه يبتلي هؤلاء بهؤلاء، ليعظم الأجر لمن صبر، ولتقوم الحجة على من كفر. ثالثا: التصدي لفتن هذا الزمان ومواجهة الكفار والمشركين حيث إننا ابتلينا بكثرة الفتن في هذه الأزمنة، وبكثرة الدعايات المضللة، فإن من واجبنا أن نتصدى لدحضها وردها، ولو نالنا ما نالنا من الأذى في ذات الله -تعالى-. لقد ابتلينا بالكفار الذين كفروا بعد إيمانهم كفرا صريحا! أما المعترفون بالخروج عن الإسلام كالنصارى، واللادينيين كالشيوعيين والدهريين، ونحوهم، فإنا نلاقي منهم مضايقات ومعاندات، ويظهرون التنقص للإسلام، والعيب للمسلمين، ورميهم بالضعف، وبالتأخر، والجمود والتقهقر لسبب الدين! فمثل هؤلاء نرد عليهم ردا عنيفا قويا إذا لم يؤثر فيهم الكلام اللين الذي أمرنا الله به في قوله -تعالى- { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } وعلينا أن نبطل شُبَهَهُمْ التي يعيبون بها الإسلام وأهله، ثم نبين أن الفساد والشر والكفر فيما هم عليه من معتقدات واهية. وقد ينخدع بهم بعض ضعاف الإيمان، فيجب أن نحرص على هؤلاء الضعاف، ونأخذ بأيديهم قبل أن ينخدعوا، ويتبعوا هؤلاء الذين ينعقون لهم؟ فيتبعونهم من غير تبصر، ومن غير معرفة وروية. فإذا رأينا ضعاف الإيمان قد انخدعوا، وصاروا يمدحون الدول التي تدين بالكفر، ويصفونهم بأنهم أعلم، وأقوم، وأقوى! وأنهم اخترعوا وتقدموا، ونحو ذلك! وأنهم أهل الأمانة، والوفاء، والصدق، والمعاملة والعطاء، ونحو ذلك!! فإننا نقول: بل هم أهل الخيانة، والكذب والغدر... إلخ، وليسوا بأهل لشيء مما يمدحون به، والواقع يشهد بذلك. كذلك نبين أن ديانتهم منسوخة، وأنها لا تفيد أهلها، لا في الدنيا ولا في الآخرة. وهؤلاء الكفار الذين ابتلينا بهم يدسون فيما بيننا الشبهات، ويشوهون ديننا، وينشرون عن ديانتهم وما هم عليه ما ينخدع به ضعفاء البصائر، فيجب أن نتنبه لهم ونواجههم. رابعا: مواجهة أهل البدع ولقد ابتلينا أيضا بمن هم أكثر شرا من المشركين، وهم أهل البدع، الذين يدعون أنهم مسلمون، وهم براء من الإسلام، والإسلام الصحيح براء منهم. ومن هؤلاء الفرق التي تنتسب للإسلام وتتسمى بأهله، كمن يسمون أنفسهم (بالشيعة)، الذين ابتلينا بهم وظهروا فيما بيننا على أنهم مِنَّا، وهم أعداء للإسلام، أينما كانوا من قديم الزمان، وقد انخدع بهم كثير من الناس، فاعتقدوا أنهم مسلمون، وأنه لا فرق بيننا وبينهم، مع المشاهدة الظاهرة للفرق الشاسع؛ فهم لا يُصلُّون مع المسلمين ولا جماعات أهل السنة، ولا يعترفون لأهل السنة بفضل! ثم هم يسبُّون صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويضللونهم، ويكفرون أكابرهم كالخلفاء الثلاثة ومن تبعهم! كذلك يردون السنة التي رووها، ويطعنون في القرآن! ويتهمون الصحابة بأنهم خانوا في القرآن وكذبوا ونقصوا منه، ويؤولون القرآن على حسب أهوائهم، ويفسرونه بحسب ما يلائم معتقداتهم ومذاهبهم الباطلة! وكتبهم الضالة تشهد بذلك، وقد نقل عنها من قرأها من الأئمة وغيرهم شيئا من الفضائح التي تدل على بعدهم عن الحق، وبعدهم عن الإسلام. فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن كتاب لهم يقع في عشرين مجلدا: أنهم يقولون في قوله -تعالى- { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً } قالوا: البقرة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-!! فما هذه العقول السخيفة؟ مع أن الآية خطاب لقوم موسى ! ومتى وُجدت عائشة حتى يقال: اذبحوا تلك البقرة؟!. كذلك يقولون في تفسير قوله -تعالى- { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } أنهما أبو بكر و عمر !! وهذا من حقدهم على الصحابة، ونحوهم من أتباعهم. وكذا قالوا في قوله -تعالى- { يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ } أي أبي بكر و عمر كذلك يفسرون قول الله -تعالى- { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } أن البحرين هما علي وفاطمة { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } أي الحسن والحسين!! ومن طرائفهم قولهم: إن من أحب أبا بكر و عمر فقد أبغض عليا ؛ لأنهما -في زعمهم- من أكبر الأعداء لعلي ولأهل بيته. ونحو ذلك مما سوَّله لهم الشيطان. وهذه بعض المغالطات التي يتعلقون بها، فمثل هؤلاء يجب الحذر منهم، والبعد عنهم، ومعرفة خطرهم على الإسلام والمسلمين. وقد انتشر مذهبهم، وصاروا يدعون إليه بالباطن على حين يظهرون أمام الناس أنهم على حق! مع أنهم يكتمون ما هم عليه من الديانة الخاطئة، ويسمون ذلك تقية، ويقولون: إن من لا تقية له لا دين له! فتلقى أحدهم يلعن الرافضة، ويلعن من يدين بدينهم، ولكن ظاهرهم خلاف باطنهم، فهم على ما هم عليه من الحقد والبغض، ومتى تمكنوا أظهروا ما يريدون وما هم عليه من باطل. ولا شك أننا ابتلينا بهؤلاء، فعلينا أن نأخذ حذرنا منهم، وأن نحذر من مخالطتهم، ومن القرب منهم، حتى لا تنتشر بدعتهم كما انتشرت -للأسف- في كثير من البلاد الإسلامية بسبب مخالطتهم لأولئك الرافضة، فينشرون بدعتهم بسرعة بين أولئك العامة الذين ينخدعون بتسويل أولئك الرافضة ومواعيدهم، وما يبذلونه من المال الكثير لنشر بدعتهم. ومن البدع المضلة بدعة الذين ينكرون صفات الله -تعالى- ويردون على أهل السنة في إثبات ذلك! وهؤلاء منتشرون أيضا في كثير من البلاد التي تنتمي إلى الإسلام، كالطائفة التي تسمى (الإباضية). فإذا التقينا بمثل هؤلاء وجب أن نظهر لهم البغضاء والحقد، ولو كانوا بجوارنا أو معنا في عمل، ونمقتهم على ديانتهم، ونسفه أحلامهم وأخلاقهم، ونرد عليهم ردا غليظا، ونظهر الحق أمامهم، ونبين أخطاءهم، ونطلب منهم أن يبينوا أخطاءنا فنجيب عنها. وهكذا بقية المبتدعة إذا ابتلينا بهم فإنه يجب أن نحذرهم، ونحذر من الافتتان بهم، حتى يظهر المسلمون سالمين في عقيدتهم، وفي أعمالهم، إن شاء الله. خامسا: مواجهة أهل المعاصي والكبائر: ولقد ابتلينا كذلك بالدعاة إلى المعاصي وكبائر الذنوب وصغائرها، فوجد من ينشرها، ومن يدعو إليها، ومن يحسنها لمن يقع فيها، ونحو ذلك! ولا شك أن هذا من وساوس الشيطان، فالشيطان حريص على أن تظهر هذه المعاصي والمخالفات في المسلمين؛ لأن المعاصي تنقص ثواب التوحيد، وتوقع أهله فيما يضعف إيمانهم، ويضعف تماسكهم، ومع هذا فإن الدعاة إليها كثيرون!! فهذا مثلا يدعو إلى ترك الاحتشام، وإلى تبرج النساء، وخروجهن ومزاحمتهن الرجال، ويدَّعي أن في ذلك تحرير للمرأة!! وأن المرأة شقيقة الرجل، وما إلى ذلك من ادعاءات باطلة مردها إلى معتقداتهم الزائفة، فيسمع بعض الجهلة ذلك فيعتقدونه صادقا، فيمكِّنون نساءهم من الخروج متبرجات ومن مزاحمة الرجال، ويمكنونهن أيضا من الحرفة والاشتغال إلى جانب الرجل، ونحو ذلك! وفي ذلك نبذ للحياء، ودعوة إلى الفساد، وإلى الزنا أو مقدماته، أو الفتنة أو الوقوع في مقدماتها! وهؤلاء الدعاة يجب أن نتنبه لهم، وأن نرد عليهم بما جاء به الإسلام، فإنه جاء بحفظ المرأة وصيانتها عن أن تبذل نفسها لما يعرضها للفتنة، ولما يجعلها منتهكة العرض، خارجة عن وضعها الذي تتسم به وهو الحياء والاحتشام، وعلينا أن نبين وظيفة المرأة وما يُطلب منها، فبذلك تبطل شبهة هؤلاء الدعاة إلى هذه الضلالات. كذلك الدعاة إلى بقية المعاصي وما أكثرهم، يجب أن يُحارَبوا، وأن نبين لهم ضلال ما يدعون إليه وخطأه، فمثلا من يدعو إلى إباحة الأغاني، مع كونها محرمة شرعا، ووسيلة إلى الفساد وإلى وقوع الفاحشة والمنكر، وكذا من يدعو إلى نشر أسباب الدعارة، كنشر الأفلام الخليعة، والصور الفاتنة، والنظر إليها، الذي يسبب الافتتان وحب الشر، وإثارة الغرائز، وبعثها إلى الفساد وإلى الزنى ونحو ذلك. وما أكثر الذين يدعون إلى هذه الأمور الفاسدة التي تفسد الأخلاق والأديان، فيجب أن ننبه إلى الذين يروجون تلك الأفلام الخليعة ويدعون إليها، ويبيعونها ويؤجرونها، ويجب أن يُبيَّن للمسلمين ما فيها من المفاسد حتى يحذروها. وهكذا الذين يدعون إلى ترك شيء من العبادات كترك الصلوات، أو التخلف عن الجماعة، وما أشبه ذلك، ويدعون أنه لا فائدة في ذلك، أو أنهم متى أدوا الصلاة -ولو في البيت- أو أخروها عن وقتها، أو نحو ذلك، فإنه قد حصل المقصود منها!! فنبين للناس خطأهم حتى يحذروا من الزلل، والوقوع في الخطأ الذي يسبب الانسلاخ من الدين -والعياذ بالله-. وهكذا نبين أيضا خطأ الدعاة الذين يدعون إلى بقية المعاصي، كبيرها وصغيرها؛ حتى لا يقع العامة فريسة دعايتهم المضللة، فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث الشريف: { لعن الله من آوى محدثا } جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (1978)-43، 44، 45. من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. والمحدث هو العاصي والمذنب، وكل من يجرم جريمة، والذي آواه بمعنى نصره وأيده وقواه، وحال دون أن يؤخذ الحق منه، أو يقام عليه الحد أو يؤخذ منه القصاص، أو ما أشبه ذلك. ويدخل في ذلك الكثير من الذين يدعون إلى التمكين للمعاصي، كالذين يدعون إلى إقامة المسارح، وأماكن الدعارة في البلاد الإسلامية، ويدعون أنهم يحفظون بذلك أموالهم؛ كما يحكي الكثير أنهم قالوا: إن أولادنا يذهبون إلى البلاد البعيدة بأموال طائلة، فينفقون تلك الأموال في سبيل شهواتهم المحرمة من شرب الخمور أو الزنى. قالوا: فعلينا أن نمكن لهم في بلادنا حتى يعود ذلك بالخير علينا، ولا تذهب أموالنا لحساب الدول الأخرى. ولا شك أن هؤلاء لا يريدون بهذا البلد خيرا، بل يريدون أن تكون هذه الدولة كسائر الدول التي ينتشر فيها الشر ويباح فيها الخمر، ويُعلن فيها الزنى ونحو ذلك -والعياذ بالله-. فهذه وقاحة عظيمة، والذين يفعلون ذلك ويقولونه يُعتبرون ممن أحلوا ما حرم الله ودعوا إلى المحرمات -والعياذ بالله-. وواجبنا في هذه الأزمنة أن نقوم مجاهدين لله، فنجاهد في الله حق جهاده؛ ليتحقق لنا النصر والتأييد الذي ذكره الله تعالى في قوله: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } . |