وسئل فضيلة الشيخ حفظه الله -تعالى- يقع كثير من الناس في أعراض الحكام من جهة، وفي أعراض العلماء من جهة ثانية فما توجيهكم لهؤلاء؟ فأجاب: هذا لا شك خطأ، فلا يجوز لأحد أن يتتبع العورات، ولا أن يسب أحدا ممن لا يستحق المسبة. ولا شك أن الحكام تجب طاعتهم، لأن لهم حق الولاية، وحق الاستيلاء، وقد أمر الله بطاعتهم، وكذلك أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولو ظهر منهم شيء من الضرر، لقوله -عليه الصلاة والسلام- { اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك } جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (1847)- 52 عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-. . { عليكم بالسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيب } أخرجه البخاري برقم (7142) عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-. . جعل هذا كمثال. فعلينا أن نسمع للحكام ونطيع ما داموا يحكمون فينا شرع الله -تعالى- ولا يجوز أن نسب أحدهم، ولا أن نتتبع عوراتهم، ولا أن نطعن في ولايتهم، مما يؤدي إلى إثارة الأحقاد، ومما يسبب الفوضى، ويوغر عليهم الصدور، وهذا يسبب الفرقة بين المؤمنين؛ بل نحرص على جمع كلمة الإسلام والمسلمين على الأئمة الذين يقومون بأمر الله -سبحانه وتعالى- ولذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم وقال: { ما لم تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان } جزء من حديث أخرجه البخاري برقم (7056) ومسلم برقم (1841). عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-. . ولا شك أن الأئمة الأولين من أعلام الإسلام حذروا من الخروج على الأئمة والحكام، وذكروا ما في الخروج من الفتن، وحدث في صدر الإسلام من القتل والحبس وتفريق الكلمة بسبب أولئك الذين خلعوا الطاعة وفارقوا الجماعة، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصبر على جور الولاة، وأخبر بأن: { من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية } جزء من حديث أخرجه مسلم برقم (1851). من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-. أي من خلع الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية. |