13- ومثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نَبَتْ عن الأسماع واستوحش منها المستمع. وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفًا واحدًا. وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثِّقات. 14- وأن لا يخاصم أحدًا، ولا يناظره، ولا يتعلَّم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه، ومنهي عنه، لا يكون صاحبه -وإن أصاب بكلامه السُّنّة- من أهل السُّنّة حتى يدع الجدال ويُسلِّم، ويؤمن بالآثارِ. وأما الإيمان بالرؤية بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة فهذا أيضًا ثابت وردت به الأحاديث الآيات والأحاديث في إثبات الرؤية للمؤمنين في الجنة كثيرة ومن ذلك: (أ) قوله -تعالى- : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [ يونس: 26 ]. وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- "الزيادة" المذكورة في الآية، بأنها رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة. كما في حديث صهيب -رضي الله عنه-، أخرجه مسلم برقم (181). (ب) وقوله: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة:22، 23 ]. (ج) وقوله عليه السلام: " إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ". أخرجه البخاري برقم (554)، ومسلم برقم (633). من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-. وغير ذلك من الأحاديث الثابتة الصحيحة، وقد سبق الكلام عن الرؤية ص49/50 وأنكر ذلك الإباضية وغيرهم من المعتزلة، فلا يُعْتَدُّ بإنكارهم. كذلك يتجنب الجدل لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجدال الذي يؤدي إلى الخصومات والنزاعات، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "ما ضلّ قوم بعد هدًى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل". أخرجه الترمذي برقم (3253)، وابن ماجه برقم (48)، وأحمد في المسند(5/ 252، 256). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: صحيح الجامع (5633). الذي هو الخصومات والمنازعات التي ما أنزل الله بها من سلطان، بل على المؤمن أن يستسلم لما يعرفه ولا يرد شيئًا إذا لم يعرفه مع ثبوته، ولا يسأل عن الأشياء الغيبية، فلا يقول لماذا خلق الله كذا؟ ولماذا أمر الله بكذا؟ بل يقول: سمعنا وأطعنا، دون أن يسأل عن الكيفية في أسماء الله وصفاته، ولا عن العلل في أفعال الله وأحكامه، ما عرف منها قَبِلَه، وما لم يعرف استسلم له. |