س 94: وسئل -رعاه الله- إذا غش الطالب في الامتحان أو ساعد المدرس أحد الطلاب بتقديم معلومة بطريقة أو بأخرى في الامتحان النهائي، أو تولى المدرس كتابة الإجابة الصحيحة للطالب بنفسه، فهل هذا العمل محرم ويأثم كل من الطالب والمدرس؟ وهل ذلك الغش يدخل في قوله -صلى الله عليه وسلم- { من غش فليس مني } مسلم (النووي) كتاب الإيمان - قوله-صلى الله عليه وسلم-: "من غشنا فليس منا " [2 / 109]. ؟ وهل الغش يشمل جميع المواد التي يدرسها الطالب من غير استثناء؟ فأجاب: الغش في الأصل إخفاء العيب في السلعة المبيعة لخديعة المشتري، فالحديث المذكور سببه { أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها فنالت بَلَلًا، فسأل البائع فقال: أصابته السماء -يعني: المطر- فقال: هلا جعلته في أعلاه كي يراه الناس } مسلم (النووي) كتاب الإيمان - قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من غشنا فليس منا " [2 / 109]. ؛ يعني: أن هذا البلل في الطعام عيب خفي فهو غش، ثم استعمل الغش في نقل الطالب عند الامتحان من كتاب أو من ورقة أو من زميله، وعدم اعتماده على ذاكرته وحفظه كما هو المطلوب، بحيث ينجح أو يتفوق وهو ضعيف، فيقطع المرحلة وليس أهلا لمجاوزتها، ويتولى العمل الوظيفي وليس كفئًا له؛ لكونه اعتمد في النجاح على غير حفظه. وهكذا لو أعانه المدرس أو المراقب على الجواب، أو كتب له الصحيح المطلوب، أو أشار إليه حتى يكتب الصواب، وكل ذلك غش لا يجوز وخداع وخيانة، وذلك أن وضع الأسئلة لقصد معرفة حذق الطالب وجدارته وقدرته على الإجابة، أو ضعفه وإهماله وكسله أو بلادته وضعف ذاكرته؛ فلهذا يشدد عليهم في المراقبة ويبعد ما معهم من الصحف والأوراق، ويفرق بينهم، ويوكل بهم مراقبون مأمونون، فمن عثر عليه أنه غش أو حاول الغش فإنه يحرم الاختبار ذلك الفصل؛ ليكون هذا الحرمان رادعًا لمن تسول له نفسه خيانة ومخادعة، ثم إن الغش لا يجوز في كل المواد التي تقرر على الطلاب ويدرسونها سنة دراسية، ولو لم تكن ذات أهمية، كالجبر والهندسة واللغات، فإن تقريرها وتدريسها وما يبذله المدرسون من جهد في التفهيم كل ذلك ليفهمها الطالب ويستفيد من دراستها، فمتى غش فيها أو مكنه المراقب من الغش فقد ضاع الجهد واختلط الحابل بالنابل ولم يفرق بين نسر نسر: طائر حاد البصر له منقار معقوف، وهو أشد الطيور وأرفعها طيرانًا وأقواها جناحًا. ظليم: ذَكر النعام. وظليم، وذلك ما تحذره الوزارة والجامعات، والله أعلم. |