س 100: وسئل -حفظه الله- بعض الطالبات يقعن فيما يسمى بالإعجاب، فتعجب الطالبة بمدرستها فتقلدها في كلامها وحركاتها وتسريحتها ولباسها وفي كل شيء، وتحرص على الارتباط بها ارتباطًا عاطفيًّا، سواء كانت هذه المدرسة مقصرة في كثير من أمور دينها أو مدرسة أخرى فيها جانب كبير من الصلاح والاستقامة، فما رأيكم -حفظكم الله- في ذلك؟ فأجاب: ذكر العلماء أن العالم قدوة لتلاميذه وأنه يعلمهم بقوله وبفعله، وقد يكون الاقتداء بالفعل أقوى من الاقتداء بالقول؛ لذلك يتأكد على المدرس والمدرسة التحلي بالدين والعمل بتعاليمه، كما في إعفاء اللحية ورفع اللباس في حق الرجال، والبعد عن التبختر والكبرياء ونحو ذلك، وفي حق النساء يلزمهن التستر والتحجب وستر الأقدام ونحو ذلك، حتى يتم الاقتداء بها في الخير فتكسب بذلك أجرًا. بخلاف ما إذا تساهلت بتعاليم الإسلام فإنها تكون قدوة شر؛ حيث إن الكثير من الطالبات يحاكين المدرسات في الحركات والمشية والنبرات النبرات: الأصوات. واللباس إلخ، ومع ذلك فإنا ننصح الطالبات أن يعملن بالصالحات، وأن يقتدين بالمؤمنات القانتات ويخالفن العاصيات المخالفات، ثم إن هذا الإعجاب إذا كان خاصًّا من الطالبة بإحدى المدرسات بحيث تقتصر على التشبه بها في جميع حركاتها، سواء كانت صوابًا أم خطأ، وهو ما يسمى بالإعجاب، وهكذا ما يؤثره هذا الإعجاب من الارتباط العاطفي حتى مع التقصير في بعض أمور الدين، فإن الواجب الاقتداء بأهل الصلاح واتباع الحق والصواب، ولو خالفته المدرسة والمربية، فلا يجوز التقيد بمدرسة واحدة واتباعها في كل فعل من غير تمييز بين الخطأ والصواب، والله أعلم. |