خطورة اختلاط الطلاب والطالبات في الدراسة

س 101: وسئل -حفظه الله- في كثير من البلاد الإسلامية يكون تعليم المرحلة الابتدائية مختلطًا بين الطلاب والطالبات في الفصل الواحد، ويقوم بتدريسهم مدرسون ومدرسات، وفى بعض البلاد الإسلامية -ولا سيما القرى- يكون الاختلاط من المرحلة الابتدائية فما فوق حتى الجامعة فما حكم ذلك؟ وما هي آثاره السلبية؟ فأجاب: نحمد الله -تعالى- أن سلمت بلادنا من هذا الاختلاط؛ حيث إن هذه المملكة تحكم الشرع الشريف وتطبق تعاليمه، وقد ورد في الأثر: { خير ما للمرأة ألا ترى الرجال ولا يرونها } وقد حرم الله -تعالى- على النساء التبرج والسفور أمام الأجانب، كقوله -تعالى- { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ } الآية، وقال -تعالى- { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } ولما رخص لهن في الصلاة في المسجد قال: { وليخرجن تفلات } مسند الإمام أحمد [5 / 192]، صحيح سنن أبي داود- كتاب الصلاة- باب خروج النساء إلى المسجد [1 / 113] "29". وقال: { وشر صفوف النساء أولها } مسلم "النووي" كتاب الصلاة - تسوية الصفوف وإقامتها [4 / 159]. ؛ أي: لقربه من الرجال، وذكر أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد صحيح سنن أبي داود - كتاب الصلاة - باب في خروج النساء إلى المسجد [1 / 113] "530"، والحديث صححه الألباني. . فإذا كان هذا في الصلاة مع اعتزالهن وبعدهن عن صفوف الرجال وأمرهن بالانصراف قبل الرجال، وكونهن متلففات بمروطهن، فكيف يرخص لهن في الدراسة مع الرجال، ولا شك أن كون الفتاة تتلقى الدراسة مع الفتيان، ولو في صغرها، مما يجرئها على التعرف بالشباب والاحتكاك بهم، ومما يقل به الحياء وتظهر رعونة المرأة وجسارتها، ويكون ذلك جبلة معها يستمر في بقية حياتها، حتى ولو انفصل الاختلاط بعد المرحلة الابتدائية التي لا تتجاوزها إلا بعد اثني عشر سنة من عمرها أو أكثر فإنها في هذا السن تكون مراهقة، وقد تبلغ في السنة العاشرة أو قريبًا منها، وقد قالت عائشة -رضي الله عنها- "إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة" الترمذي "التحفة" أبواب النكاح - باب ما جاء في إكراه اليتيمة على التزويج [4 / 208]، سنن الترمذي [1 / 323] ؛ أي: قربت من سن النكاح؛ { فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنى بعائشة وعمرها تسع سنين } البخاري "الفتح" كتاب النكاح - باب من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين [9 / 131]. "5158"، مسلم "النووي" كتاب النكاح - جواز تزويج الأب البكر الصغيرة [9 / 206- 207]. . فإذا كانت هذه المفاسد في المرحلة الابتدائية فكيف بما بعدها، فإن في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية تكون الفتاة في غاية الشباب وفي غاية الزينة والجمال، تمتد معها الشهوة وتميل إلى الرجال، وهكذا يقال في الفتيان الذين يدرسون معها ويجلسون إلى جانبيها ويحتكون بها، وتتلاقى البشرتان غالبًا، فلا تسأل عما يحصل بينهم من معاكسات ومغازلات وتشمم ونظر، وما بعد ذلك من المواعيد واللقاءات والاجتماعات التي ينتج منها فعل الزنا ومقدماته، والتقبيل واللمس ونحوه، ولكن تلك الدول لا ترى منع هذه الفواحش إذا حصل التراضي بين الطرفين، بل إن المرأة لها الحرية في نفسها، فلا ولاية لأبيها عليها ولا يستطيع منعها مما تختاره، وهذا كله من آثار هذا الاختلاط المبدئي في تلك المدارس وما بعدها، ومن آثار تولي الرجل تدريس النساء مقابلة، والمرأة تدرس الشباب بدون حجاب، فالله الحافظ.