(1) عقوق الوالدين برفع الصوت عليهما أو نهرهما والتذمر من أوامرهما، ويكفي زاجرا للمسلمة عن العقوق قوله -تعالى- { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } [الإسراء: 23] . ومن صور العقوق عدم مساعدة بعض النساء لأمهاتهن في أعمال المنزل عندما تطلب الأم منهن ذلك تلميحا أو تصريحا. (2) ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله في الأوساط النسائية وقد يكون السبب إما حياء ممن حولهن، أو خوفا منهن، وخاصة إذا كانت هؤلاء النسوة أكبر منهن سنا أو مركزًا اجتماعيًا، أو ترك ذلك بحجة أن: "دع الخلق للخالق"، وهذا كله من تلبيس الشيطان، قال الله -تعالى- { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 71] . ومن وسائل الدعوة إلى الله نشر الشريط والكتاب الإسلاميين، وإلقاء الكلمات الهادفة والمواعظ المؤثرة في المجالس النسائية. (3) انتشار أنواع آفات اللسان في المجالس النسائية ومنها: القول على الله بغير علم، وذلك بأن تفتي المرأة لغيرها وتقول: إن هذا الأمر حلال وهذا حرام، وكذلك عدم قبول فتاوى العلماء وردها، وكذلك انتشار الغيبة والنميمة وغير ذلك من آفات اللسان. (4) إطلاق العنان للبصر في النظر إلى الحرام وعدم غض البصر عن رؤية الرجال الأجانب عنها، وكأن الأمر بغض البصر هو للرجال فقط من دون النساء!! وقد قال -تعالى- { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [النور: 31] سواء أكان النظر إلى الرجال الأجانب عنها مباشرة، أو من خلال شاشات التلفاز، أو المجلات والصحف وغيرها، مما يسبب ثوران الشهوة والتعرض للفتنة. وكذلك يدخل في التحريم نظر المرأة إلى عورة المرأة، قال -صلى الله عليه وسلم- { لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة } رواه مسلم وقال -صلى الله عليه وسلم- { زنا العينين النظر } رواه الطبراني . (5) أن تنظر المرأة إلى المرأة فتصفها لأحد محارمها كأنه ينظر إليها دون أن يحتاج إلى ذلك لغرض شرعي كنكاحها، قال -صلى الله عليه وسلم- { لا تباشر المرأة المرأة فتصفهما لزوجها كأنه ينظر إليها } متفق عليه أو أن تعطي البنت صورتها لإحدى زميلاتها في المدرسة، وهذا لا يجوز، فتقوم زميلتها بعرض صورتها على محارمها، وأشد من هذا قبحا أن تمكن بعض ضعيفات الإيمان من النساء لبعض محارمهن النظر إلى من زارهن من النساء في البيت، وذلك بأن تدخل محرمها إلى المطبخ لأخذ القهوة والشاي والنساء في المطبخ، أو أن تمكنه من سرقة النظر من خلال ثقب الباب، وتحتج لذلك بأنه يختار زوجة المستقبل، وهذا حرام. (6) تشبه النساء بالرجال وقد يكون ذلك في الملبس أو الحركات أو السكنات أو المشية أو الكلام، أو أن تقحم المرأة نفسها وتدخل في أعمال لا يقوم بها إلا الرجال، قال -صلى الله عليه وسلم- { لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل } وقال -صلى الله عليه وسلم- { لعن الله الرجلة من تتشبه بالرجال. من النساء } رواهما أبو داود . ومن صور تشبه النساء بالرجال مطالبة المرأة بقيادة السيارة، وأخص بالذكر تلك النساء اللاتي تلطخن بوحل الحضارة الغربية وأفكارها النتنة، ويردن نقل تلك المبادئ القذرة إلى بلاد الإسلام. (7) فعل بعض المحرمات التي تستحق من فعلتها اللعن من الله قال-صلى الله عليه وسلم- { لعن الله الواشمات والمستوشمات الوشم: غرز الوجه أو الكف بإبرة حتى يخرج الدم ثم وضع كحل عليه حتى يخضر. والنامصات والمتنمصات النمص: إزالة شعر الحاجبين أو تخفيفه. والمتفلجات للحسن التفلج: عمل فرجة بين الأسنان لغرض التجمل. المغيرات خلق الله ذكر الشيخ عبد الله بن جبرين -رحمه الله- في شريط (فتاوى عن المرأة) أن لبس العدسات الملونة يدخل في تغيير خلق الله، كما أن لها أضرارا صحية على العينين، وفي شرائها هدر للمال؛ لذلك فهي محرمة. } متفق عليه وقال -صلى الله عليه وسلم- { لعن الله الواصلة والمستوصلة } الوصل: وصل الشعر بشعر آخر مستعار، مثل: الباروكة، وهي محرمة سواء بإذن الزوج أو من غير إذنه كما أفتى بذلك الشيخ محمد بن عثيمين، رحمه الله متفق عليه . (8) وقوع بعض النساء في صورة من صور الربا وذلك بأن تذهب لبائع الذهب لتستبدل بذهبها القديم ذهبا جديدا، وتدفع له الفرق مباشرة، وهذا هو عين الربا، فالواجب عليها حتى تسلم من الربا أن تبيع ذهبها القديم وتقبض قيمته بيدها، ثم تشتري ما تريده من الذهب كما أرشد إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. (9) إضاعة الوقت فيما لا ينفع فتجد إحداهن تضيع جزءا من وقتها في الوقوف أمام المرآة، أو الكلام الطويل بلا فائدة مع صديقاتها بالهاتف، وهي بذلك تهدر وقتها الثمين الذي هو حياتها، ولا تستغله فيما ينفعها: كقراءة القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والاطلاع على سير الصحابيات -رضوان الله عليهن- والدعوة إلى الله، وسماع الأشرطة المفيدة، والخدمة في البيت، وغير ذلك من الأعمال التي تعود عليها بالأجر العظيم. (10) أن يتسرب إلى قلب المرأة الغرور والكبر بسبب ظهورها بمظهر حسن، أو للبسها ملابس غالية الثمن، أو لجمال وهبه الله لها، أو لغير ذلك. وهذا منكر خطير يؤدي بصاحبه الى الهلاك، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- { لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر } رواه مسلم ومن صور الغرور والكبر عدم إفشاء السلام بين النساء. (11) الخضوع بالقول ولين الكلام مع الرجال الأجانب عنها وهذا حرام، ويكثر هذا عند الكلام بالهاتف؛ مما يجعل الكثير من الساذجات من النساء يقعن فريسة سهلة للذئاب البشرية من المعاكسين، وقد قال الله -تعالى- موجها خطابه لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا } [الأحزاب: 32] . هذا وهن نساء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكيف بمن دونهن في التقوى والمنزلة؟! ثم لتعلم كل مسلمة أن المعاكسة أولى خطوات الزنا والسقوط في مستنقع الرذيلة. (12) عدم التزود من الطاعات، فبعض النساء -هداهن الله- لا يعرفن القرآن إلا في رمضان وبعضهن لا يعرفن صلاة الوتر وصلاة الضحى، ولا يحافظن على السنن الرواتب. (13) الانكباب على المجلات الساقطة وأشرطة الفيديو والغناء والاهتمام بمتابعة الأفلام والمسلسلات والمباريات والمصارعات، وغير ذلك من الشرور من طريق التلفاز أو الفيديو، أو من طريق الجهاز الذي ابتليت به الأمة، والذي نطلق عليه اسم "الدش"، الأمر الذي جعل بعض النساء يعجبن أشد الإعجاب بأرباب العفن أو ما يسمى بالفن، ويقمن بجمع صورهم وتقليدهم في اللبس والحديث والحركات، ويرغبن في ممارسة التمثيل والرقص والغناء، وهذا من أعظم الضلال. (14) بعض النساء -هداهن الله- قد يقمن بصبغ شعرهن بالسواد وتغيير الشيب فيه بدلا من الحناء والكتم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- { يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة } رواه أبو داود والنسائي . (15) مخالفة سنة من سنن الفطرة وهي تقليم الأظافر، فتجد إحداهن تطلي أظافرها ثم تضع عليها صبغا يعرف باسم "المانكير"، وهذا الصبغ يمنع وصول الماء إلى الأظافر، ثم تأتي من وضعته لتتوضأ ثم تصلي فتبطل صلاتها؛ لأن وضوءها غير صحيح؛ حيث إن الماء لم يصل إلى الأظافر، فإن كان لا بد من وضعه، فيجب أن تزيله قبل الوضوء. (16) انتشار ظاهرة تسمى "الإعجاب" في الأوساط النسائية وخصوصا في المدارس، حيث تعجب إحداهن بإحدى زميلاتها أو مدرساتها، إما لجمالها أو لمظهرها ولبسها؛ فتبدأ تكن لها أشد الحب، ومن ثم تقوم بتقليدها فيما تفعل، رغم أن من أعجبت بها قد تكون لا تصلي ولا تتمسك بالحجاب الشرعي، وهذا عشق محرم باعثه الأول النظر بشهوة، ولو كان من امرأة لأخرى. وهذه الظاهرة خطرة جدا، حيث إن القلب يتعلق بغير الله، فكيف لا تُتخذ أمهات المؤمنين من الصحابيات -رضوان الله عليهن- أسوة للنساء المسلمات؟! ويجعلن مكانهن المتساهلات ليقتدى بهن. جاء رجل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال -صلى الله عليه وسلم- { المرء مع من أحب } . وقد يمتد الأمر إلى أن تكتب الطالبة إلى من أعجبت بها كلاما غراميا لا يليق أن يقال، فضلا عن كتابته لها في رسالة، أو فيما يسمى (الأوتوجراف). (17) اتخاذ المرأة صديقات سوء يحثونها على التساهل في حقوق الله عليها، والتفريط في المحافظة على شرفها وكرامتها، وإيقاعها فيما لا تحمد عقباه. (18) تجاوز مدة الحداد على الميت أكثر من ثلاث ليال، ما لم يكن المتوفى هو زوجها، قال -صلى الله عليه وسلم- { لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدَّ على ميت فوق ثلاث ليال، إلا زوج، فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا } متفق عليه . (19) عدم التقيد بشروط الحداد التي أمر بها الشرع المطهر وهي أن تجتنب المرأة لبس الزينة والحلي والخضاب والكحل والطيب ونحو ذلك، وألا تخرج من بيتها إلا لضرورة، ولا يشترط عليها لبس السواد؛ فإن ذلك لا أصل له وهو أمر باطل ومذموم. (20) كتابة المرأة لبعض المقالات التي تحتوى على كلمات غزل وغرام غير لائقة، وقصص خيالية تتسبب في تهييج الشباب ونشرها في الصحف والمجلات. أختي الفاضلة: هذه مجموعة من المنكرات المتفشية في المجتمعات النسائية، فاحذري -بارك الله فيك- من الوقوع في أي منها، وتوبي إلى الله مما وقعت فيه منها، واعقدي العزم على عدم العودة إليها مرة أخرى قبل أن يدرككِ الموت وتُخطف روحك، ثم تندمي ولا ينفعك الندم، فهناك بعد الموت القبر، تلك الحفرة التي لا تتجاوز المترين طولا والشبرين عرضا، وهو بيتك الذي ستسكنينه، فإما أن يكون روضة من رياض الجنة، أو يكون حفرة من حفر النار والعياذ بالله. لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها فمـن بناها بخير طاب مسـكنه ومن بناها بشـر خاب بانيهـا ثم بعد ذلك البعث والنشور وأهوال يوم القيامة المفزعة، حتى إن الأم الحنون على رضيعها تذهل عنه وتتركه من شدة هول ذلك اليوم، ثم تدنو الشمس من الخلائق قدر ميل، ويحشر الناس حفاة عراة غرلا، ويبلغ العرق من الناس مبلغه بحسب أعمالهم، فمنهم من يبلغ قدميه، ومنهم إلى أنصاف ساقيه، ومنهم إلى فخذيه، ومنهم إلى حقويه، ومنهم إلى صدره، ومنهم إلى رقبته، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما، وتبلغ مدة ذلك اليوم العصيب خمسين ألف سنة، ثم تنشر الصحف والموازين. قال الله -تعالى- { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 8، 9] ثم يؤمر بأهل الجنة إلى الجنة، وبأهل النار إلى النار. فمن أي الفريقين أختاه تريدين أن تكوني؟ فاعملي لذلك اليوم وأعدى للسؤال جوابا من الآن. وختاما نسأل الله أن يمن علينا وعليك بالهداية، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يجعل ما كتب في هذه الرسالة حجة لنا لا علينا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [ تنبيه مهم: جميع الأحاديث الواردة في هذه الرسالة حققها الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في كتاب "صحيح الجامع الصغير"، وكتاب: "رياض الصالحين" للإمام النووي ]. |