على المسلم أن يغتنم أوقات الفضائل، مثل هذا الشهر، فإنه ليس له عِوَض، وليست أيامه لها بديل، فهي الأيام الشريفة، وهي الأيام الفاضلة، التي من حافظ عليها وحفظها واستغلها في طاعة الله، وأقلع فيها عن المعاصي والمخالفات، غفر الله تعالى له ورحمه، وأعتقه من عذابه، وأما من أهملها واستمر في لهوه، فإنه سيندم غاية الندم عندما تغفر ذنوب التائبين، ويبقى المذنبون المصرون على السيئات محرومين من فضل الله محرومين من مغفرته، يحظون بالبعد عن ربهم، وعن جزائه الأوفى، فيا عبادَ الله من لم يُغفر له في هذا الشهر فمتى يُغفر له؟ الشجر الذي لا فائدة فيه ولا ثمر لا يصلح إلا أن يكون وقودا للنار، ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما صعد المنبر: { آمين. آمين. آمين "، فقيل له في ذلك فقال: "آتاني جبريلُ- عليه السلام- فقال: يا محمد رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يُغفر له قُل آمين فقلت آمين } وذكر تمام الحديث. لا شك أنَّ ذلك دليلٌ على أن شهر رمضان موسم العتق من النار موسم الغفران، فمن دخل عليه رمضان وهو مُصِرٌّ على لهوه وسهوه بَعُدَ عن أسباب المغفرة، وهو من المحرومين، "ورغم أنفه": أي ذَلَّ وهان وأُبعِدَ عن رحمة الله -سبحانه وتعالى-. |