نبذة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المحمود بكل لسان، المعبود في كل مكان وزمان، الذي لا يشغله شأن عن شأن، ولا يحيط بعلمه إنس ولا جان، أحمده على جزيل الامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريم المنان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. وبعد فهذه أسئلة وأجوبة على متن لمعة الاعتقاد، شرحت فيها المفردات اللغوية، وأوضحت فيها المعاني العقدية وقد حرصت على الاختصار لأن المقام يستدعي ذلك ولأن محتوياتها متكررة في العقائد المبسوطة والله المسؤول أن ينفع به كما نفع بأصله وهو حسبنا ونعم الوكيل. س 1 : من مؤلف هذه العقيدة؟ ج1- هو الموفق ابن قدامة المقدسي الحنبلي ينتهي نسبه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو قرشي عدوي مات سنة 620 عن ثمانين سنة، وكان قد ولد بجمّاعيل من أرض فلسطين ثم انتقل إلى دمشق وقد صنف كتبا كثيرة أغلبها في الفقه كالمغني والكافي والمقنع والعمدة وله كتب في فنون أخرى رحمه الله وأكرم مثواه. س 2- (أ) ما موضوع هذه العقيدة؟ (ب) وما سبب تسميتها؟ (ج) وما طريقة المؤلف في الاعتقاد؟ جـ2 - (أ) موضوعها في توحيد الأسماء والصفات وما يلزم اعتقاده في الآيات والأحاديث التي تتضمن شيئا من صفات الله تعالى وفي طريقة أهل السنة في أمور الغيب ونحو ذلك . (ب) وسماها (لمعة الاعتقاد) لوضوح أدلتها وما تضمنته، واللمعان الإضاءة والنور، والاعتقاد هو ما يجزم بصحته ويعقد القلب عليه، ثم وصفها بقوله (الهادي إلى سبيل الرشاد) أي أن اعتقاد ما فيها يكون دالا إلى الطريق التي من سلكها فهو من الراشدين . (جـ) أما طريقة المؤلف فهي الاقتصار على قراءة النصوص في الصفات وإمرارها كما جاءت وعدم الاشتغال بتفسير شيء منها لفظا أو معنى، وعلى هذا أغلب المشتغلين بالفقه، وقد تجرأ كثير من العلماء المحققين ففسروها بما هو المتبادر إلى الفهم من معناها، وصرحوا بحقيقة ما تدل عليه مع نفي التشبيه، وإنما فوضوا الكنه والكيفية، وقصدهم بذلك إبطال تأويلات النفاة ورد تحريفاتهم . س3 - (أ) ما أهمية هذا الموضوع. (ب) ومتي حدث الخلاف فيه؟ ج3_ (أ) لا شك أن معرفة العبد لربه هي أوجب الواجبات، ويتبع ذلك معرفة ما يعتقده العبد بقلبه ويقوله بلسانه في ربه ومالكه، مما يستحقه الرب من صفات الكمال، وما ينزه عنه من النقائص وأنواعها، فإن هذه المعرفة غاية المعارف، والوصول إليها غاية المطالب، ولأجل هذه الأهمية ورد إيضاح هذا النوع في الكتاب والسنة أتم إيضاح، وتقبل ذلك المؤمنون حقا كما تقبلوا جميع ما في الوحيين من الأخبار والأحكام وغيرها. (ب) وكان حدوث الخلاف في إثبات الصفات في أوائل القرن الثاني، فأول من اشتهر بإنكارها الجعد بن درهم حيث أنكر الاستواء والعلو والكلام والمحبة ونحوها فضحى به خالد القسري حيث قتله بعد صلاة العيد لأجل هذه المقالة، وقد أخذها عنه الجهم بن صفوان، وأظهرها فنسبت إليه، فإن السلف يسمون من نفي الصفات أو شيئا منها جهميا . ثم كثر أهلها آخر القرن الثاني وأول القرن الثالث وتمكنوا من بعض الخلفاء، وحصل لأهل السنة اضطهاد وتعذيب، حتى أعز الله دينه، وأظهر أهل الحق ؛ ولا يزال النفاة كثيرا إلى اليوم، وذلك مصداق ما في الحديث من وقوع التفرق والاختلاف في هذه الأمة . حديث تفرق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والآجري في أول الشريعة وأحمد 2/332 والحاكم 1/128 وغيرهم عن أبي هريرة كما في تحفة الأشراف 15023 وما بعده . .