ص ( وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا } - وذكر الخبر إلى قوله- { وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك } فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله، ولا تشبيهه ولا تمثيله). س 30 (أ) ما تفهم من هذا الحديث. (ب) وماذا يسمى. (ج) وكيف الجواب عن تأويل من تأوله؟ ج 30 (أ) هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والضياء المقدسي والبيهقي وابن خزيمة وابن منده وغيرهم، وهو يدل الدلالة الواضحة على فوقية الله تعالى، وأن العرش أعلى المخلوقات، وأن الله تعالى فوق العرش كما شاء ويؤيده قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه الذي أقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم: شـهدت بـأن وعـد اللـه حق وأن النـار مثـوى الكـافرين وأن العـرش فـوق الماء طافٍ وفـوق العـرش رب العالمين وهذا كقوله تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } وقوله { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } فالله تعالى فوق خلقه بجميع أنواع الفوقية أي بقهره، وبقدره، وبذاته. (ب) وهذا الحديث يسمى (حديث الأوعال) حيث ذكر في بعض ألفاظه ما نصه: { ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش } . (ج) وتأوله النفاة بأن المراد فوقية القدر، كما يقال: الذهب فوق الفضة. ونحوه. وهذا التأويل خلاف المفهوم، وهو غير مطرد في جميع النصوص، وقد صرح هنا بأن العرش فوق الماء، وأن الله فوق العرش، ثم لا مناسبة لأنْ يقال: إن الله أرفع قدرا من العرش فإنه مما لا يحتاج إليه عند كل عاقل، حيث لا مساواة ولا مقاربة. |