ص (والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان، فالجنة مأوى أوليائه، والنار عقاب لأعدائه، وأهل الجنة فيها مخلدون، والمجرمون { فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } [الزخرف: 74 - 75]، ويؤتى بالموت في صورة كبش أملح، فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال: { يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت } ). س 53 (أ) ما تقول في الجنة والنار؟ (ب) وهل هما موجودتان الآن؟ (ج) وهل العذاب والنعيم مستمر أم لا؟ (د) وما كيفية ذبح الموت؟ (هـ) وما الحكمة في ذلك؟ ج 53 (أ) نعتقد أن الجنة حق، وأن النار حق فالجنة دار كرامته تعالى ينعم بها أولياءه، والنار دار إهانته، يعذب بها أعداءه، ولكل منهما ملؤها، والقرآن مملوء من ذكر الجنة والنار وما فيهما من النعيم والجحيم. (ب) وهما موجودتان الآن، كما قال تعالى عن الجنة: { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } وعن النار { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } أي هيئت وأوجدت، وقال في حق آل فرعون: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا } [غافر: 46]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآهما وهو في صلاة الكسوف وغيرها، ورأى من فيهما، ووصفهما بما يوجب القطع بوجودهما الآن. (ج) وتكاثرت الأدلة على أبدية الجنة والنار، وأنهما لا تفنيان، ولا ينقطع ما فيهما أبدا وسرمدا، قال تعالى { لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } [التوبة: 21 - 22]، وقال { وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ } [المائدة: 37]. (د) وأما ذبح الموت، فليس المراد به الملك الموكل به وهو عزرائيل وإنما المراد حقيقة الموت الذي هو الفناء، ولا يستبعد على قدرة الله قلبه في صورة كبش، وهو الذكر من الضأن، وإيضاحه لهم حتى يعرفوه. (هـ) والحكمة في ذبحه كي يتحققوا دوام ما هم فيه، وعدم الزوال والانقطاع، وهو معنى قوله: خلود ولا موت. أي لا يتصور بعد هذا موتكم وفناؤكم، لزوال سببه، فيفرح أهل الجنة، ويحزن أهل النار. |