[س 1] لِمَ سمي عيسى -عليه السلام- بالمسيح؟ الجواب: لا شك أن اسمه العلم عيسى وهو الذي يرد في القرآن كثيرا، كقوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ } وقوله: { ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ } وقوله: { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ } وقوله: { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ } وغير ذلك من المواضع. وورد المسيح في مواضع، أولها قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } وقوله: { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ } وقوله: { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ } . قال بعض السلف: سمي بالمسيح لكثرة سياحته، وقيل: لأنه كان مسيح القدمين لا أخمص لهما، وقيل: لأنه كان إذا مسح أحدا من ذوي العاهات برئ بإذن الله تعالى، وذهب أبو عبيد والليث إلى أن أصله بالعبرانية (مشيح) بالمعجمة فعربته العرب وغيرت لفظه فعلى هذا لا اشتقاق له، والجمهور على أنه مشتق. وقيل: المسيح الصديق، وقيل: لمسح زكريا إياه، وقيل: لمسحه الأرض أي قطعها، وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن، وقيل: لأنه مسح بالبركة حين ولد، وقيل: لأن الله تعالى مسحه أي خلقه خلقا حسنا، وقيل غير ذلك، كما ذكره النووي في شرح مسلم انظر شرح كتاب الإمام مسلم للنووي (باب ذكر المسيح ابن مريم -عليه السلام- والمسيح الدجال)، (1 \ 510). وانظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، كتاب أحاديث الأنبياء (6\ 544). والله أعلم. |