ثم قال في السطر الذي يليه: { وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } ؛ أي بقدرته، { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } { ويد الله مع الجماعة } من حديث رواه الترمذي والنسائي. أي يؤيدهم بنصره ... إلخ. وهذا تأويل باطل من جنس ما قبله، فقد تكرر ذكر اليد واليدين للرب تعالى في العديد من الآيات والأحاديث، والتصريح بذكر اليمين، ونحو ذلك من العبارات الصريحة؛ فإن تأويلها بالقدرة بعيد عن الصواب، وقد ذكرها الله في قوله لإبليس: { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } بلفظ المثنى؛ ولو كان المراد القدرة لما حسن ذكر التثنية، ولقال إبليس: وأنا خلقتني يا رب بقدرتك. ثم إنه ادعى الإجماع على تأويل اليد بالقدرة والتأييد والنصر والرعاية والحماية والعناية وليس كذلك؛ فإجماع الصحابة والتابعين سابق لهؤلاء على أن يد الله صفة من صفاته وتبعهم على ذلك سلف الأمة والأئمة الأربعة، ونصره ابن جرير في تفسير قول الله تعالى: { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } فأين الإجماع على ما قال؟ ومن الذي حكاه كما قال هذا الكاتب؟! |