وما أنكروه وحاربوه ثابت في كتابهم، والجواب عن ذلك

ثم قال الكاتب: وما أنكروه وحاربوه ثابت في كتابهم (الورد المصفى المختار) ، ثم ذكر الدعاء المشهور: اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك.. إلخ. جوابه: إن هذا الدعاء لا بأس به ولا دلالة فيه على السؤال بذوات الأنبياء والأولياء ؛ حيث لم يقل أسألك بحق الأنبياء والصالحين أو بجاههم ومنزلتهم، وإنما سأل بحق السائلين، والمراد ما جعله حقا على نفسه لكل من سأله ودعاه بقوله: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } . فكل من سأل الله فله حق الإجابة، مع أنه حق تفضل وامتنان وكرم وليس حق وجوب، كما اعترف بذلك هذا الكاتب واستدل بقوله تعالى: { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } وكقوله: { وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } وكحديث معاذ { حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا } رواه مسلم 1 / 232، عن معاذ رضي الله عنه. . فحق السائلين عليه أن يجيبهم كما وعدهم، وهو حق أوجبه على نفسه، فسؤال الله تعالى بهذا الحق سؤال له بأفعاله لا بذوات السائلين وإنما هو كقوله في الدعاء الآخر: { أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك } رواه مسلم 4 / 203 وغيره، عن عائشة رضي الله عنها. فالاستعاذة بمعافاته التي هي فعله كالسؤال بحق السائلين الذي هو إثابتهم وهو من فعله تعالى.