[ الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا] الشرح * قوله: (الحمد لله). ابتدأها بالحمد اقتداء بالكتاب العزيز، وعملا بالحديث المشهور: { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله -أو: بالحمد- فهو أقطع } أخرجه ابن ماجه برقم (1894) في النكاح، باب: " خطبة النكاح "، وأحمد في المسند (2/ 259)، وابن حبان (1993)- موارد)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (494) و (495) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال الألباني في الإرواء رقم (3): الحديث ضعيف لاضطراب الرواة، عن الزهري، وكل من رواه منه موصولا ضعيف، أو السند إليه ضعيف، والصحيح عنه مرسلا، وانظر الإرواء رقم (1، 2)، وأبو داود برقم (4840) في الأدب، باب: " الهدي في الكلام "، وانظر السلسلة الضعيفة برقم (902). وفي رواية ضعيفة: " بسم الله" أخرجه ابن ماجه برقم (1894) في النكاح، باب: " خطبة النكاح "، وأحمد في المسند (2/ 259)، وابن حبان (1993)- موارد)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (494) و (495) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال الألباني في الإرواء رقم (3): الحديث ضعيف لاضطراب الرواة، عن الزهري، وكل من رواه منه موصولا ضعيف، أو السند إليه ضعيف، والصحيح عنه مرسلا، وانظر الإرواء رقم (1، 2)، وأبو داود برقم (4840) في الأدب، باب: " الهدي في الكلام "، وانظر السلسلة الضعيفة برقم (902). ؛ ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يبدأ البسملة في خطبه ومكاتباته ومراسلاته ومن ذلك ما كتبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل عظيم الروم فقال -صلى الله عليه وسلم-: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم... إلخ "، أخرجه البخاري برقم (7) في بدء الوحي، باب (6)، ومسلم برقم (1773) في الجهاد والسير، باب: كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام. وهكذا أهل العلم من السابقين واللاحقين. والحمد لغة الثناء باللسان على الجميل الاختياري على وجه التعظيم والتبجيل. واصطلاحا: هو ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله، ولا شك أن المحاسن في حق الله تعالى هي الصفات العلى والأسماء الحسنى والنعم الكثيرة. وبعضهم يعرف الحمد بأنه: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعما على الحامد وغيره، فقوله: "فعل" مثل قولك: أحمد الله، هذا فعل " ينبئ " يعني: يخبر عن تعظيم المنعم بسب كونه منعما على الحامد وغيره. والله تعالى يحمد على كل شيء؛ يحمد على أسمائه الحسنى، ويحمد على صفاته العلى، ويحمد على عطائه، كما يحمد على ابتلائه بالخير أو بالشر، فيحمد سبحانه بكل حال وعلى كل حال، ولذلك يقولون: الحمد لله على كل حال" ونعوذ به من حال أهل النار. لكن الغالب أنهم عندما يحمدون الله تعالى يذكرون بعد الحمد شيئا من الصفات التي هي صفات كمال. * قوله: (الذي أرسل رسوله). وهذا من أعظم صفات الكمال لله تعالى، وهو: إرسال الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- ومن أشرفهم وأعظمهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ ولذلك قال -رحمه الله- الحمد لله الذي أرسل رسوله -يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم-؛ فحمده لكونه أرسل هذا الرسول. والرسول لغة من بعث برسالة. واصطلاحا: إنسان ذكر أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، فإن أوحي إليه ولم يؤمر بتبليغه فهو نبي، فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. * قوله: (بالهدى). الهدى لغة: الدلالة والبيان. وهو ينقسم إلى قسمين: أ- هدى دلالة وبيان: وهذا يقدر عليه الرسل وغيرهم من أتباعهم، قال تعالى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52]. وقال -صلى الله عليه وسلم- { لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم } أخرجه البخاري برقم (3009) في الجهاد، باب: "فضل من أسلم على يديه رجل"، ومسلم برقم (2406) في فضائل الصحابة، باب: "من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه". . ب- هدى توفيق وإلهام: وهذا لا يقدر عليه إلا الله، قال تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [القصص: 56]. والمعنى أن الشريعة التي جاء بها الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وبلغها، فيها الهدى والدلالة إلى الرشاد وفيها دين الحق. * قوله: (ودين الحق). الدين: هو ما يدان ويلتزم به، والمراد هنا جميع ما شرعه الله من الأحكام الاعتقادية أو القولية أو الفعلية. * قوله: (ليظهره على الدين كله). يعني: يُعليه ويعلي دينه وينصره على جميع الأديان من يهودية أو نصرانية أو غيرها، يعليه بالحجة والبيان والجهاد حتى يظهر على مخالفيه من أهل الأرض، ولا شك أن المسلمين قاموا بهذا الأمر، وهو الجهاد، فجاهدوا في الله حق جهاده، حتى انتشر هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها. * قوله: (وكفى بالله شهيدا). يعنى: كفى بشهادة الله -سبحانه وتعالى- إثباتا على صدق نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وصدق ما جاء به، وإلا لو كان هذا النبي كاذبا على الله في دعواه وفي نبوته وفي رسالته لعجل له بالعقوبة، ولكن أيده ونصره على أعدائه، وما ذاك إلا دليل قاطع على صدق هذا النبي صلى الله عليه وسلم. والمؤلف -رحمه الله تعالى- أخذ هذه الجملة من الآية التي في آخر سورة الفتح وهي قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } [الفتح: 28]. والحاصل: هذا هو سبب الحمد، وهو إرسال الله تعالى لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق، يعني: بالعلم النافع والعمل الصالح، وإظهار دينه -صلى الله عليه وسلم- على جميع الأديان. |