تسمية مريم بالعذراء

[س 9]: هل يجوز- رعاكم الله- تسمية مريم بالعذراء كما يفعل النصارى؟ الجواب: العذراء هي الفتاة البكر والعذرة هي البكارة، وقد روى البخاري في الأدب من صحيحه، ومسلم في الفضائل عن أبي سعيد قال: { كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها، وإذا كره شيئا عرفناه في وجهه } أخرجه البخاري برقم (6102) كتاب الأدب، باب (من لم يواجه الناس بالعتاب) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وأخرجه مسلم برقم (2320) كتاب الفضائل، باب (كثرة حيائه -صلى الله عليه وسلم-) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وأخرجه ابن ماجه برقم (4180) كتاب الزهد، باب (الحياء) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. . وعلى هذا فإن مريم تسمى بالعذراء، بل قد ورد ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في المسند (1 \ 202، 5 \ 290) وابن إسحاق كما في الروض الأنف (1 \ 211) مطولا عن أم سلمة بإسناد صحيح في قصة الهجرة إلى الحبشة، وفيه: { أن النجاشي قال لهم: ما تقولون في عيسى ابن مريم ؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا، هو عبد الله ورسوله وروحه، وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول إلخ } أخرجه أحمد في المسند (1 \ 202، 292) و (5 \ 290). وأخرجه ابن هشام في السيرة النبوية (1 \ 344)، وأبو نعيم في الحلية (1 \ 115) من طريق ابن إسحاق. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6 \ 24- 27) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. اهـ. فالحديث صحيح، وصححه العلامة أحمد محمد شاكر في تعليقه على المسند رقم (1740). . وروى الإمام أحمد أيضا في المسند (1\ 461) بإسناد حسن عن ابن مسعود في قصة هجرة الحبشة: { أن النجاشي قال لهم: ما تقولون في عيسى ابن مريم وأمه؟ قالوا: نقول كما قال الله -عز وجل- هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر، ولم يفرضها ولد } أخرجه الإمام أحمد في المسند (1\ 461)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (6\ 24) وقال: رواه الطبراني، وفيه حديج بن معاوية، وثقه أبو حاتم وقال: في بعض حديثه ضعف، وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات. اهـ. ولكن الحافظ ابن كثير جوّد إسناده وقواه في البداية- طبعة الريان- مصر (3 \ 67). وللحديث شواهد يتقوى بها منها حديث أم سلمة السابق. الحديث. ومعنى ذلك أن مريم -عليها السلام- بقيت عذراء لم يمسها بشر ولم تكن بغيا، ولا خصوصية للنصارى في هذه التسمية، والله أعلم.