كيف حملت مريم بنبي الله عيسى عليه السلام

[س 10]: ألا هل بينتم -حفظكم الله- كيف حملت مريم بنبي الله عيسى -عليه السلام-؟ الجواب: قال الله تعالى: { وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا } وقال تعالى: { فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا } . ذكر ابن كثير انظر تفسير ابن كثير، سورة مريم (3 \ 101). عن السلف: أن هذا الروح هو جبريل -عليه السلام- وأنه لما تبدى لها في صورة إنسان لتمكن مخاطبته خافته وظنت أنه يريدها على نفسها، فاستعاذت منه وخوفته بالله -عز وجل- إن كان تقيا، وعلمت أن التقي ذو نهية، (أي ينتهي خوفا من الله تعالى)، فأخبرها بأنه من رسل ربه، وأنه يهب لها غلاما زكيا، فأنكرت أن تلد من دون أن يمسها بشر ولم تكن من البغايا، فأخبرها بأنه سهل هين عند الله كما خلق آدم من تراب، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى، وأنه يجعله آية للناس وعلامة على تمام قدرته على كل شيء، فاستسلمت لقضاء الله، فنفخ الملك في جيب درعها فوصلت النفحة إلى رحمها فحملت بالولد بإذن الله. والمشهور أن حملها تسعة أشهر كما تحمل النساء بأولادهن، ولهذا ظهرت عليها مخايل الولادة { فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ } والمخاض هو الطلق وعلامات الولادة، ثم وضعت وتمنت الموت خوفا من القذف، فأنطق الله ولدها من تحتها بقوله: { أَلَّا تَحْزَنِي } ثم أنطقه عند قومها فتكلم ببراءتها، وأنه عبد الله ورسوله كما ذكر الله ذلك، والله أعلم.