تسمية النصارى بالمسيحيين

[س 11]: هل يجوز تسمية النصارى بالمسيحيين ؟ الجواب: الاسم الذي ورد في الكتاب والسنة هو النصارى كما قال تعالى: { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } - وقال تعالى: { وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ } وقال تعالى: { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا } وقال تعالى: { وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ } وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- { لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } أخرجه البخاري برقم (3453، 3454) كتاب أحاديث الأنبياء، باب (ما ذكر عن بني إسرائيل) عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين. وأخرجه مسلم برقم (529) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب (النهي عن بناء المسجد على القبور) عن عائشة رضي الله عنها. وأخرجه أحمد في المسند (1 \ 218) عن ابن عباس رضي الله عنهما وعائشة رضي الله عنها. و (2 \ 518) عن أبي هريرة رضي الله عنه و (6 \ 34، 255) من حديث عائشة رضي الله عنها. وأخرجه أبو داود برقم (3227) كتاب الجنائز، باب (في كراهية القعود على القبر) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه النسائي برقم (703) كتاب النهي عن اتخاذ القبور مساجد عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين. وأخرجه الدارمي برقم (1375) كتاب الصلاة باب (النهي عن اتخاذ القبور مساجد) عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم أجمعين. وأخرجه الإمام مالك في موطئه برقم (1861) كتاب الجامع، باب (ما جاء في اليهود عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه). وغير ذلك من الأدلة، فعلى هذا يعرفون بالاسم الذي ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-. فأما تسميتهم بالمسيحيين فيفهم منه أنهم أتباع المسيح أو على دينه، وليسوا كذلك حيث غلوا فيه فكفرهم الله بذلك، كما في قوله تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } فقد حكى الله تعالى عن المسيح -عليه السلام- دعوته إلى عبادة الله والاعتراف بأنه ربه وربكم، وتحذيره من الشرك، فالنصارى ليسوا على ملة المسيح ولا هم أتباعه، فهو بريء منهم، فكيف ينسبون إليه، وهم قد خالفوا دعوته وسنته؟ ولعل اشتهارهم بهذا الاسم صدر من بعض المتأخرين لما رأوا انتماءهم إليه وكثرة ذكره في كتبهم. ثم إن عيسى -عليه السلام- يعرف في كتبهم باليسوع ويسمون الآن أنفسهم باليسوعيين، وهذا الاسم للمسيح مخالف للاسم الذي ورد في الكتاب والسنة، فينهى عن استعماله أيضا، ولو اشتهر فيما بينهم أقول وبالله التوفيق: إن تسمية النصارى بالمسيحيين فيه مدح لهم، حيث يفهم أنهم على ملة المسيح -عليه السلام-، والصحيح أنهم خلاف ذلك. .