[وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته] . (الشرح)* قوله: (وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته): في هذا فضيلة وميزة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو أنه أول من يستفتح باب الجنة، فقد ورد في حديث أن خازن الجنة يقول: { أمرت ألا أفتح لأحد قبلك " عندما يستفتح الباب فيقول: من أنت؟ فيقول: "محمد" } أخرجه مسلم برقم (197) في الإيمان، باب:، في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أول الناس يشفع في الجنة... ". عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وأحمد (3 / 136) . وقد ذكر الله أن أهل الجنة يُسَاقون إليها زمرًا، ثم قال: { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [الزمر: 73] وهذا يدل على أنهم إذا وصلوا إليها فتحت أبوابها. ثم ذكر أيضًا أن من فضيلته كون أمته تابعة له، وأنها أول من يدخل الجنة من الأمم حيث إن نبيها أول الأنبياء دخولا، ودليل ذلك الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: { نحن الآخرون السابقون يوم القيامة } أخرجه البخاري برقم (6624) في الأيمان والنذور، باب: " 1 ". ومسلم برقم (855) في الجمعة، باب: "هداية هذه الأمة ليوم الجمعة". عن أبي هريرة رضي الله عنه. يعني نحن متأخرون في الوجود، فإن هذه الأمة هي آخر الأم وجودًا ونبيها هو خاتم الأنبياء، ولكنهم هم السابقون يوم القيامة، فمن فضلهم أنهم يسبقون يوم القيامة إلى الجنة وإلى الثواب. فقد تقدم لنا أنهم إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم، حتى إذا هُذبوا ونُقوا أذن لهم في دخول الجنة، فإذا أذن لهم كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يطرق الأبواب، فأول من يطرق الأبواب هو، ثم بعد ذلك تفتح أبواب الجنة على مصاريعها، فتدخل أمته، ويدخل بعدها سائر الأمم الذين من أهل الجنة. |