19- وأن الله -تعالى- يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان والإيمان به والتصديق به . من جملة ما يدخل في الإيمان باليوم الآخر، وبالبعث بعد الموت، وبالجمع في يوم القيامة، أن الله يكلم العباد، يقول في الحديث: { ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه تُرجمان } أخرجه البخاري برقم (6539) في الرقاق، باب: "مَن نُوقش الحساب عُذِّب". ومسلم برقم (1016)- (67)، في الزكاة، باب: "الحث على الصدقة..."، من حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه-. . أي: مترجم ينقل الكلام من لغة إلى لغة، بل يكلمه بكلام يفهمه ويعرفه ويتحققه، فهذا واضح في أنه لا بد أن يكلم الله عباده كما يشاء قال الشيخ ابن جبرين: مسألة إنكار الكلام من أقدم ما أحدثه المبتدعة، وقد بالغ السلف في إثبات صفة الكلام لله، وبيَّنوا بطلان أقوال النُّفاة من الجهمية ونحوهم، وأثبتوا أن الله -تعالى- متكلم ويتكلم إذا شاء بكلام يسمعه من شاء، وبيَّنوا أن صفة الكلام صفة مدح، وأن سلبها نقص وعيب وهو الخرس، وقد عاب الله عِجْلَ بني إسرائيل بقوله: { أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ } [ الأعراف: 148 ]. وعند أهل السُّنّة أن كلام الله قديم النوع، متجدد الآحاد، ومعنى كونه قديم النوع: أن جنسه قديم، فالله -تعالى- متصف في الأزل بكونه متكلمًا، فإن الله بجميع صفاته ليس بحادث، ولكنه لا يزال يتجدد ويحدث له كلام إذا شاء، وصفة الكلام من الصفات الفعلية الملازمة للذات متى شاء". اهـ من كتاب التعليقات على متن لمعة الاعتقاد، صفحة 88، 89. . |