359\163 قال شيخنا -حفظه الله تعالى- الجنائز من جنز، أي: رفع. * * *لقوله -صلى الله عليه وسلم- { أكثروا من ذكر هاذم اللذات } رواه البخاري . قال شيخنا -حفظه الله تعالى- هاذم: روى بالدال وهو الماحي؛ لأنه يمحوها، وروى بالذال وهو أشهر؛ لأنه يكدر اللذات وينغصها. وقال أيضا -حفظه الله- وليس في البخاري بل هو في الترمذي "فائـدة": بعض المتأخرين -أو المتقدمين- أخروا كتاب الجنائز، وبعضهم قدَّموه، ولا مُشَاحَّة في الاصطلاح. 360\163 ( ويكره الأنين وتمني الموت ). قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وكره تمني الموت؛ لأن الإنسان لا يدري ما يلاقي بعد الموت، فلعل ما بعد الموت أشد عليه من الحياة، هذا سبب، والسبب الثاني: أن المرض أو فترة المرض تكفر السيئات وتضاعف الحسنات. وسبب ثالث: أنه قد يشفى من المرض فيتوب من ذنبه، وتكون حياته خيرا له. * * * 361\163 (وتمني الموت إلا لخوف فتنة). قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وكما حكى الله عن مريم { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا } . * * * 362\163 وفي الحديث: { وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون } . قال شيخنا -حفظه الله تعالى- والحكمة في طلب الموت في وقت الفتنة؛ لأنه يُخشى أن يقهر على النطق بكلمة الكفر، أو أنه يتغير بسبب الاضطهاد، والكفر يطلق على الفتنة. قال -تعالى- { ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا } وقال -تعالى- { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ } . * * * 363\163 ( وتلقينه عند موته: لا إله إلا الله، مرة ولم يزد) فيضجره. قال شيخنا -حفظه الله تعالى- والحكمة في عدم الإضجار في ذكره، أنه إذا ضجر قال الشهادة مُكرها، وإذا قالها برفق دخل في حديث: { مستيقنا بها } . * * * 364\163 لقوله -صلى الله عليه وسلم- { من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة } رواه أبو داود قال شيخنا -حفظه الله- وإذا كان المريض كافرا فيلقن الشهادة؛ رجاء أن يختم له بخاتمة خير. * * * 365\163 (وقراءة الفاتحة ويس). قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وسبب تخصيص "يس" ما فيهما من البشارة: { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ } الآية. ولما فيها من وصف الجنة ونعيمها، فإذا سمع المريض ذلك قَوِيَ قلبه. * * * 366\163 وعن معقل بن يسار مرفوعا: { اقرءوا يس على موتاكم } رواه أبو داود. قال شيخنا -حفظه الله ورعاه- أما من قال في حديث: { اقرءوا يس على موتاكم } أن المراد القراءة بعد خروج الروح، فيقال لهم: إن المراد: اقرءوا ذلك حالة احتضار المريض. ودليل ذلك حديث: { لقنوا موتاكم لا إله إلا الله } أي: لقنوا مرضاكم. "فائـدة": إذا مرض الإنسان، فهل الأفضل أن يتوكل أو يتعالج ؟ الصحيح: أن العلاج مباح، وتركه مع التوكل أفضل، لكن إن كان يخشى أن يتأسف ويقول: لو أني ... فالأفضل له في هذه الحالة هو العلاج. * * * 367\164 (وتوجيهه إلى القبلة ...). قال شيخنا -حفظه الله آمين- وأنكر ذلك سعيد بن المسيب وقال: ألست متوجها بقلبي: { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } لكن الكثير من العلماء على أن الميت يُوَجَّه إلى القبلة * * * 368\164 (وتوجيهه إلى القبلة على جنبه الأيمن). قال شيخنا -حفظه الله- مع سعة المكان، وإلا فعلى ظهره. "فائـدة": وإذا مات يُسَنُّ تغميض عينيه * * * |