[بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين] ابتدأ كتابه بالبسملة ثم بالحمدَلة اقتداء بكتاب الله -عز وجل- وعملا بحديث: { كل أمر ذي بال، لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر } أي ذاهبُ البركة، رواه الخطيب والحافظ عبد القادر الرهاوي ضعيف جدا: رواه السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى) (1\ 6) من طريق حافظ الرهاوي بسنده. وبحديث: { كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع } وفي رواية: { بحمد الله } وفي رواية: { بالحمد } وفي رواية: { فهو أجذم } رواها الحافظ الرهاوي في الأربعين له ضعيف: رواه ابن ماجه (1894) وأبو داود (4840). . [وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مالك يوم الدين] قال ابن عباس و مقاتل قاضي يوم الحساب، وقال قتادة الدِّين: الجزاء، وإنما خصّ يوم الدين بالذكر مع كونه مالكا للأيام كلها؛ لأن الأملاك يومئذ زائلة، فلا ملكَ ولا أمرَ إلا له. [وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبيِّن لأحكام شرائع الدِّين] بأقواله، وأفعاله، وتقريراته، والدِّين هنا: الإسلام، قال تعالى: { وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } وقال -صلى الله عليه وسلم- في حديث عمر { هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم } رواه البخاري (1\ 21) ومسلم (1\ 30). . [الفائز بمنتهى الإرادات من ربه] كالحوض المورود، والمقام المحمود، وغير ذلك من خصائصه، قال تعالى: { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } الفوز والنجاة والظفر بالخير، قاله في القاموس. [فمن تمسك بشريعته] بفعل المأمورات، واجتناب المنهيات. [فهو من الفائزين] في الدنيا والآخرة. [صلى الله وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين] حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية { الصلاة من الله -تعالى ثناؤه- على عبده في الملأ الأعلى } وقيل: الرحمة، وقيل: رحمةٌ مقرونةٌ بتعظيم. وتُستحب الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ولقوله -صلى الله عليه وسلم- { أكثروا عليَّ من الصلاة } صحيح: أخرجه أبو داود (رقم 1047 و 1531) والنسائي (1\ 203- 204). وتتأكد في ليلة الجمعة ويومها، وعند ذكره، وقيل تجب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- { البخيل من ذُكِرتُ عنده فلم يصلِّ علي } صحيح: رواه الترمذي (2\ 271) وأحمد (1\ 201). وحديث: { رغم أنفُ رجلٍ ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ علي } صحيح: رواه الترمذي (2\ 271) والحاكم (1\ 549). وهي ركنٌ في التشهد الأخير، وخطبتي الجمعة -كما يأتي-. والنبي: إنسان أُوحي إليه بشرعٍ ولم يؤمر بتبليغه، فإن أُمِر بتبليغه فهو رسول. [وعلى آله وصحبه أجمعين] وآل النبي أتباعه على دينه (وهو) الصحيح عندنا، وقيل أقاربه المؤمنون، والصَّحب اسمُ جمع لصاحب بمعنى الصحابي، وهو من اجتمع بالنبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا ومات على ذلك، وجمع بين الآل والصَّحب ردا على الشيعة المبتدعة، حيث يوالون الآل دون الصحب. [وبعد] يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر استحبابا، في الخطب والمكاتبات، لفعله عليه السلام صحيح: لكن بلفظ "أما بعد" وقد ورد ذلك عن جماعة من الصحابة. انظر الإرواء (رقم 7). . [فهذا مختصر] وهو ما قل لفظه وكثر معناه، قال علي -رضي الله عنه- خير الكلام ما قلَّ ودلَّ، ولم يُطَل فيُمَلّ. [في الفقه] وهو لغةً الفهم، واصطلاحا: معرفة الأحكام الشرعية الفرعية بالاستدلال بالفعل، أو بالقوة القريبة. [على المذهب الأحمد مذهب الإمام أحمد ] بن محمد بن حنبل الشيباني -رضي الله عنه وأرضاه- وُلِدَ ببغداد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة، ومات بها في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وفضائله ومناقبه شهيرة. [بالغتُ في إيضاحه رجاء الغفران ] من الله -جل وعلا-. [وبيّنت فيه الأحكام أحسن بيان] والأحكام خمسة: الوجوب، والحُرمة، والندب، والكراهة، والإباحة. [لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهلُ التصحيح والعرفان، وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان] من المتأخرين. [وسميته بدليل الطالب لنيل المطالب، والله أسأل أن ينفع به من اشتغل به من المسلمين ] [وأن يرحمني والمسلمين إنه أرحم الراحمين] آمين. |