[س 28]: يتعرض- حفظكم الله- أبناء المسلمين المقيمون في أمريكا وأوربا إلى حملات تنصيرية من قبل النصارى، حيث يأتون إلى المسلمين ويطرقون أبوابهم من أجل دعوتهم إلى عبادة عيسى -عليه السلام- وأنه المخلص، وأنه صلب وضحى من أجل الناس لتغفر ذنوبهم والعياذ بالله، فما نصيحتكم إلى أبناء المسلمين لمواجهة ذلك التيار النصراني؟ وما الكتب التي تنصحونهم بها؟ الجواب: نصيحتنا للمسلمين عموما أن يتعلموا دين الإسلام، وأن يجتهدوا في معرفة أدلة الشهادتين وشروطهما، وما تضمنه كل منهما، ويتعلموا معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أيده الله به من البراهين والآيات البينات؛ ليكونوا على يقين من صحة دينهم الذي رضيه لهم، وولدوا عليه وأدركوا عليه آباءهم، فمتى دعاهم النصارى إلى النصرانية كان معهم علم يردون به على أولئك الدعاة ويبطلون دعوتهم. ولا بد أيضا من تعلم ما عليه النصارى الآن من الدين المبدل، وما فيه من الاختلاف والاضطراب، ومنه تفاوت الأناجيل التي بأيديهم، وكثرة ما فيها من الاختلاف، مما يدل على أنها محرفة مبدلة عن الإنجيل الذي نزل على عيسى ثم لا بد من معرفة التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة، وأن عيسى بريء من المشركين وقال: { اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } وأن عبادة عيسى أو محمد أو غيرهما من الأنبياء أو الملائكة أو الصالحين شرك بالله لا يغفره الله للمشركين، وأن عيسى -عليه السلام- رفع إلى السماء ولم يصلب ولم يقتل، ولكن شبه لهم. وننصح الجاهل من المسلمين وأبناءهم أن لا يسافر إلى بلاد النصارى، حتى لا يتعرض لتلك الدعايات ولا ينخدع بالمنصرين، وما يزعمونه من أنهم على حق، وأن دينهم هو الباقي، وأن عيسى معترف به عند الجميع. وننصح من سافر أن يختار البقعة التي يتواجد لديها المسلمون، ويتمكنون من إظهار دينهم والدعوة إليه. وننصح بقراءة كتاب ابن القيم: هداية الحيارى من اليهود والنصارى، وكتاب: الجواب الصحيح في الرد على عباد المسيح، وكتاب ابن معمر في الرد على عباد الصليب، وكتاب: إغاثة اللهفان، ونحوها من الكتب المفيدة، والله أعلم ومن أعجب ما رأيت في أمريكا، تطوع شباب في العشرينات للدعوة إلى دينهم، مع العلم أن كثيرا من الأمريكيين لا يرغبون بسماع نصائحهم، بل يغلقون الأبواب في وجوههم. وأذكر مرة أن شخصا أمريكيا كان متحمسا جدا لدعوتنا إلى النصرانية؟! وكان يحمل معه الإنجيل يقرأ منه علينا. فقلت له: لا بأس بالحوار لكن لنضع نقاطا نتحدث عنها، فاتفقنا على مسألتين كي نتحاور فيهما، الأولى: أعيسى -عليه السلام- إله أم نبي؟ والثانية: أمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبي أم لا؟ ثم بدأ هو بالكلام وقال: يجب عليكم أن تطيعوا القرآن، فاستغربنا كلامه، فقلنا له: نحن نطيع ونطبق القرآن إن شاء الله، ولكن ماذا تقصد بكلامك هذا؟ فقال: اقرؤوا قول الله تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ } فقلت له: إن هذه الآية موجهة لأهل الكتاب اليهود والنصارى وليست موجهة للمسلمين، ثم هل أنت تؤمن بالقرآن الكريم؟ فقال: لا. فقلت له: كيف تدعونا إلى شيء أنت لم تؤمن به؟! فوقع في موقف محرج جدا، وقام من المجلس، علما بأننا لم نبدأ الحوار معه، ونظرا لذلك الموقف لم يرد بدء الحوار فحاولنا معه ولكنه أصر على الخروج، وعندما أعطيناه بعض الرسائل عن الإسلام لم يأخذها وقال: أنا على الدين الحق، ولا أريد معرفة الإسلام؟ ولأن الكنيسة تمنع أن نأخذ أي كتاب آخر غير كتب النصرانية. فالحمد لله فقد أقيمت عليه الحجة، قال الله تعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } . |