قوله: [وشق] لأنها مساكن الجن، لحديث قتادة عن عبد الله بن سرجس { نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبال في الجحر قالوا لقتادة ما يكره من البول في الجحر. قال: "يقال إنها مساكن الجن } رواه أحمد، وأبو داود ضعيف: أخرجه أحمد (5\ 82) وأبو داود (1\ 6). . وروي "أن سعد بن عبادة بال في جحر بالشام، ثم استلقى ميتا" لا يصح على أنه مشهور عند المؤرخين. قال الألباني: [لم أجد له إسنادا صحيحا على طريقة المحدثين، فقد أخرجه ابن عساكر (ج7\63\2) عن أبن سيرين مرسلا، ورجاله ثقات، وعن محمد بن عائذ ثنا عبد الأعلى به. وهذا مع إعضاله فعبد الأعلى لم أعرفه]. . [ونار] لأنه يورث السقم، وذكر في الرعاية: ورماد. الشرح: وهذا مما يكره البول فيه، لحديث قتادة عن ابن سرجس الذي ذكره الشارح، وقد صحح هذا الحديث الحاكم ووافقه الذهبي وأما قصة سعد بن عبادة فقد قيل بأنها لا تصح، مع أنها مشهورة عند المؤرخين، قال ابن عبد البر لم يختلفوا أنه- أي سعد وجد ميتا في مغتسلة، وقد اخضر جسده، قال: ولكني لم أجد لها إسنادا صحيحا على طريقة المحدثين انظر: "الاستيعاب " لابن عبد البر (4\ 159- بحاشية الإصابة). . وعلى كل: فهذه القصة مشهورة عند المؤرخين، وهم عادة وهم لا يذكرون الأسانيد، لذلك ذكر الإمام أحمد شأن التاريخ يروى أكثره بلا إسناد. فمن المشهور إذا أن سعدا قد قتلته الجن بعد أن بال في الجحر، وأنهم قالوا بعد موته: نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسـهم فلـم نخـطئ فـؤاده فلعل ذاك الجحر كان مما تسكنه الجن، فانتقموا منه، ولا شك أن الجن تتسلط على الإنس إذا أضروا بهم ولم يذكروا اسم الله ، وأما إذا ذكروا اسم الله فإنه يحول بينهم وبين الذاكر. ومثل البول في الجحر البول في النار أو الرماد فإن الرماد يقرب أن يكون من مساكنهم- أي الجن- لأنهم يسكنون الأماكن اللينة. أما البول في النار فقد قيل بأنه يورث السقم، وقد يتطاير شيء من النار عليه إذا بال فيها، هكذا عللوا انظر: "المغني " (1\ 109). . |