قوله: [يسن بعود رطب لا يتفتت] ولا يجرح الفم { وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستاك بعود أراك } قال الألباني: لم أجده بهذا اللفظ، وفي معناه حديث عبد الله بن مسعود قال: كنت أجتني لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواكا من الأراك، فكانت الريح تكفؤه، وكان في ساقه دقه، فضحك القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يضحككم؟ قالوا: من دقة ساقيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد" رواه الطيالسي (رقم 355) وأحمد (رقم 3991) وأبو نعيم في الحلية (1\ 127) من طرق عن حماد عن عاصم عن زر بن حبيش عنه، وهذا سند حسن. قاله في الكافي "الكافي " (1\ 22). . الشرح: قوله: (بعود) يدخل فيه كل أجناس العيدان سواء كانت من جريد النخل، أو من عراجينها، أو من أغصان العنب، أو من غير ذلك، فهو جنس شامل لجميع الأعواد، ثم ذكر قيودا لمحرج بقية العيدان، فخرج بقوله (عود) التسوك بخرقة أو بالأصابع فإنه ليس بسنة، ولكن يجوز أن ينظف أسنانه بخرقة خشنة أو نحوها إذا عدم السواك، ولكن لا يكون ذلك سنة. وقوله: (لا يتفتت) أي لا يتساقط، لأنه إذا تساقط ملأ الفم بالأذى، كعود الرمان والجريد ونحوها. وقول الشارح: (لا يجرح الفم) أي لا يكون قاسيا، لأنه قد يضر اللثة ويجرح اللسان، ويسن أن يكون أيضا غير مضر فلا يستاك بأعواد الريحان وكل ما له رائحة طيبة لأنه يؤثر على رائحة الفم، لأن هذه الريح الطيبة تنقلب إلى ريح خبيثة. ويسن أن يكون العود منقية يزيل وسخ الأسنان ورائحة الفم إذا دلك به، وأفضل ذلك الأراك بأن تتخذ عروقه سواكا لكونه لينا في الغالب، لذلك يمكن دلك الفم به. |