قوله: [ويتأكد عند وضوء وصلاة] لقوله -صلى الله عليه وسلم- { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة } متفق عليه أخرجه البخاري (2\ 299) ومسلم (1\ 151). وفي رواية لأحمد { لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء } و للبخاري تعليقا { عند كل وضوء } . [وانتباه من نوم، وعند تغير رائحة فم] لأن السواك شرع لإزالة الرائحة وقراءة: تطييبا للفم لئلا يتأذى الملك عند تلقي القراءة منه، وعن حذيفة { كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك } متفق عليه متفق عليه. . [وكذا عند دخول مسجد ومنزل] لما روى شريح بن هانئ قال: سألت عائشة بأي شيء كان يبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته، قالت: { بالسواك } رواه مسلم أخرجه مسلم (1\ 152). . والمسجد أولى من البيت. [وإطالة سكوت، وصفرة أسنان] لأن ذلك مظنة تغير الفم. الشرح: أي يتأكد السواك في هذه الحالات: 1- عند الوضوء لأنه سينظف فمه أثناء وضوئه فناسب أن يستعمل السواك لذلك، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء } . 2- عند الصلاة أي قربها- سواء كانت صلاة فرض أم تطوع- للحديث السابق { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة } ولأنه سيقرأ القرآن فيها، وسوف يناجي ربه بأنواع الأذكار والدعوات فناسب أن ينظف فمه لأجل ذلك، وكلما قرب من الصلاة كان أفضل. 3- عند الانتباه من النوم؛ لأن النائم تتغير رائحة فمه بالصمت الكثير وبتواصل إقفاله، فناسب أن يتسوك حال قيامه من النوم لإزالة تلك الرائحة، ولحديث حذيفة { كان -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فمه بالسواك } ونوم النهار مثله لأن العلة فيهما- أي في نوم الليل والنهار- واحدة وهي تغير الفم بالنوم، فعلى هذا يتأكد السواك عند الانتباه مطلقة- سواء من نوم ليل أم نهار- ويشهد لهذا حديث عائشة - رضي الله عنها- { أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرقد ليلا ولا نهارا ثم يستيقظ إلا تسوك } رواه أحمد رواه أحمد (6\ 121، 123) بنحو 3، ورواه أبو داود في الطهارة برقم (57). . 4- عند تغير رائحة الفم لقوله -صلى الله عليه وسلم- { السواك مطهرة للفم } فكلما احتاج الفم إلى التطهير كان السواك متأكدا. 5- عند قراءة القرآن ليقرأه بفم طيب الرائحة؛ لئلا يؤذي الملائكة، وقد جاء عن علي مرفوعا { إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك } رواه ابن ماجه في الطهارة برقم (291)، وفي سنده ضعف. (ج). وقد ورد في الأثر أن الملك يضع فمه على فيّ القارئ عند قراءته للقرآن رواه ابن أبي شيبة في المصنف (1\ 170) عن علي قوله بمعناه. (ج). . 6- عند دخول البيت لحديث عائشة السابق أنه أحد كان يبدأ بالسواك عند دخوله البيت، ولعل العلة أن يكون طيب الرائحة حال مقابلة أهله، أو لأجل كسب الأجر بهذا العمل المسنون. 7- عند دخول المسجد قياسا على البيت- كما قال الشارح- ولعله لا يخلو من أداء صلاة فريضة أو نافلة فيكون داخلا في قوله -صلى الله عليه وسلم- { لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة } . 8- عند إطالة السكوت لأن كثرة السكوت تغير رائحة الفم، وإن لم يكن الإنسان نائما. 9- عند صفرة الأسنان لأنها مظنة- تغير الفم فناسب أن يبادرها بإزالة رائحتها لئلا تزداد فيشق عليه بعد ذلك التخلص منها؛ ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- { السواك مطهرة للفم } وأما حديث { استاكوا لا تدخلوا علي قلحا } فإنه ضعيف رواه أحمد (1\ 214) عن تمام به العباس، وهو مرسل، وأطال المحقق الكلام على طرقه، ثم رواه أحمد (3\442) عن تمام بن قثم، أو قثم بن تمام عن أبيه. (ج). وقلحا جمع قلح وهو الذي على أسنانه قلح، وهو الصفرة والوسخ. |