قوله: [وغسل اليدين مع المرفقين] لقوله تعالى: { وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ } . الشرح: الفرض الثاني من فروض الوضوء هو غسل اليدين مع المرفقين لقوله تعالى: { وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ } والمرفق هو المفصل بين الذراع والعضد، شقي مرفقة لأنه يرتفق عليه ويتكأ عليه، فمن عادة الإنسان أنه إذا جلس يتكئ على مرافقه، وقول المؤلف: (وغسل اليدين مع المرفقين) أي أن المرفق يغسل مع اليد لأن قوله تعالى في الآية: { إِلَى الْمَرَافِقِ } بمعنى (مع) وليس المقصود بها انتهاء الغاية، بل هي كقوله تعالى: { وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } أي مع الكعبين، وقوله تعالى: { وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ } أي (مع) ، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يغسل يديه حتى يشرع في العضد كما في صحيح مسلم برقم (64) في كتاب الطهارة. وينبغي أن يلاحظ أن بعض الناس قد يخطئ في هذا الموضع من الوضوء فيغسل يده كلها مع المرفقين، ولكن دون أن يغسل كفيه اكتفاء بغسلهما في أول الوضوء، وهذا خطأ منه؛ لأن غسل الكفين في أول الوضوء سنة وليس فرضا من فروض الوضوء، أما غسل الكفين هنا فهو فرض من فروض الوضوء، فالواجب على المسلم أن يغسل كفيه عند غسل يديه مع المرفقين ولا يكتفي بغسلهما في أول الوضوء. |