[س 38]: هل ثبت شيء في شكل عيسى -عليه السلام- وصفته ؟ الجواب: روى الإمام أحمد وابن جرير في تفسير قوله تعالى: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ } عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صفة عيسى قال: { فإنه رجل مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الشعر، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل } أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره برقم (10835) سورة النساء (4 \ 361) وأخرجه أحمد في المسند (2\ 6 5 4،437) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود برقم (4324) كتاب الملاحم، باب (خروج الدجال) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه مسلم بنحوه برقم (267\ 165) كتاب الإيمان، باب (الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-) عن ابن عباس رضي الله عنه. . وورد في حديث النواس بن سمعان الطويل في قصة الدجال ونزول عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه أخرجه مسلم برقم (2137) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب (ذكر الدجال وصفته وما معه) عن النواس بن سمعان رضي الله عنه. وأخرجه ابن ماجه برقم (4075) كتاب الفتن، باب (فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج). . وفي حديث الإسراء عن أبي هريرة مرفوعا: { ولقيت عيسى ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس- يعني الحمام } أخرجه البخاري برقم (3437) كتاب أحاديث الأنبياء، باب (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه مسلم برقم (168) كتاب الإيمان، باب (الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-) عن أبي هريرة رضي الله عنه. " متفق عليه وعن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { رأيت عيسى و موسى و إبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر.. إلخ } أخرجه البخاري برقم (3438)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها) عن ابن عباس -رضي الله عنهما-. . أخرجه البخاري وعن نافع عن عبد الله { وأراني الليلة عند الكعبة في المنام، فإذا رجل أدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رجل الشعر يقطر رأسه ماء، واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: المسيح بن مريم } أخرجه البخاري برقم (3440) كتاب أحاديث الأنبياء، باب (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها) عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه. وأخرجه مسلم برقم (169) كتاب الإيمان باب (ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال)، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-. أخرجه مسلم و البخاري ولفظه: { بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل أدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء } أخرجه البخاري برقم (3441) كتاب أحاديث الأنبياء، باب (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها) عن سالم عن أبيه. وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب (ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال) عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-. الحديث. وفي حديث الإسراء، عن ابن عباس مرفوعا: { رأيت عيسى -عليه السلام- أبيض جعد الرأس، حديد البصر، ومبطن الخلق } أخرجه أحمد في المسند (1\ 374) عن ابن عباس رضي الله عنهما. انظر تفسير ابن كثير، سورة الإسراء (3\ 16). رواه أحمد . وفي رواية البيهقي: { مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الشعر } انظر تفسير ابن كثير، سورة الإسراء (3\ 16). . وفي حديث أبي هريرة الطويل عند ابن جرير في أول سورة الإسراء وفيه قال: { ودخل فإذا هو بشابين فقال يا جبريل: من هذان الشابان؟ فقال: هذا عيسى ابن مريم و يحيى بن زكريا ابن الخالة -عليهما السلام- } أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره برقم (22021) سورة الإسراء (8\ 10). . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { لقد رأيتني في الحجر، وقريش تسألني عن مساري. فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها. فكربت كربة ما كربت مثله قط. فال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به. وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم -عليه السلام- قائم يصلي، أقرب الناس شبها به عروة بن مسعود الثقفي } أخرجه مسلم برقم (172) كتاب الإيمان، باب (ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال) عن أبي هريرة رضي الله عنه. . وروى الطبراني عن أم هانئ في حديث الإسراء: { وأراني عيسى ابن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة، شبهته بعروة بن مسعود الثقفي } انظر تفسير ابن كثير، سورة الإسراء (3\ 22). . ومن هذه الروايات جميعا يعرف وصف عيسى -عليه السلام- الذي أثبته نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- صاحب الفتح (6\ 560) معلقا على هذه الروايات التي تصف عيسى -عليه السلام- حيث قال: (ووقع في رواية سالم الآتية في نعت عيسى " أنه سبط الشعر " وفي الحديث الذي قبله في نعت عيسى " أنه جعد " والجعد ضد السبط، فيمكن أن يجمع بينهما بأنه سبط الشعر، ووصفه لجعودة في جسمه لا شعره، والمراد بذلك اجتماعه واكتنازه، وهذا الاختلاف نظير الاختلاف في كونه أدم أو أحمر، والأحمر عند العرب: الشديد البياض مع الحمرة، والأدم: الأسمر، ويمكن الجمع بين الوصفين بأنه أحمر لونه بسبب كالتعب وهو في الأصل أسمر، وقد وافق أبو هريرة على أن عيسى أحمر فظهر أن ابن عمر أنكر شيئا حفظه غيره، وأما قول الداودي: إن رواية من قال: " أدم " أثبت، فلا أدري من أين وقع له ذلك مع اتفاق أبي هريرة وابن عباس على مخالفة ابن عمر؟ وقد وقع في رواية عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة في نعت عيسى: " إنه مربوع إلى الحمرة والبياض " والله أعلم). وقال الإمام النووي -رحمه الله- في شرح صحيح مسلم (1\ 510) في وصف عيسى -عليه السلام- في هذه الرواية، وهي رواية أبي هريرة رضي الله عنه، بأنه أحمر، ووصفه في رواية ابن عمر رضي الله عنهما بعدها بأنه أدم، والأدم: الأسمر، وقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه أنكر رواية أحمر، وحلف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقله، يعني وأنه اشتبه على الراوي، فيجوز أن يتأول الأحمر على الأدم ولا يكون المراد حقيقة الأدمة والحمرة بل ما قاربها. والله أعلم). . |