أيحكم على من لبس الصليب بالكفر والخروج عن الإسلام

[س 43]: أيحكم على من لبس الصليب بالكفر والخروج عن الإسلام أم يختلف الحكم على حسب اعتقاد لابسه إن كان معتقدا اعتقاد النصارى، أم متشبها بهم؟ الجواب: لا شك أن النصارى قد ضلوا سبيلا في تعظيمهم للصليب ورسمه في لباسهم وعلى أجسادهم، وهكذا من تشبه بهم في لباسه وتعظيمه إذا علم بأنه معبود النصارى وشعار دينهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- { من تشبه بقوم فهو منهم } أخرجه أحمد في المسند (2\ 50) عن ابن عمر رضي الله عنهما، وأبو داود رقم (4031) كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة، عن ابن عمر رضي الله عنهما، وصححه الألباني وهو في صحيح الجامع الصغير رقم (6149). . رواه أحمد وأبو داود عن ابن عمر، ويعذر الجاهل الذي لا يعرف مقصد من ركبه، أو رسمه في ثوب أو صنعة، وكذا إذا لم يكن صليبا واضحا كالرسوم والنقوش التي توجد في الفرش واللحف التي لا يتضح كونها صليبا، ومع ذلك فعلى المسلم الحذر والانتباه لحيل النصارى في شعارهم وما يعظمونه، ولا شك أن عبادتهم لهذا الصليب غاية الجهل والسفه وضعف التفكير، ولذلك قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: أعبـاد الصليـب لأي معنـى يعظـم أو يقبـح مـن رمـاه وهل تقضي العقول بغير كسر وإحــراق لـه ولمـن نعـاه إذا ركـب الإلـه عليـه كرها وقــد شـدت لتسـمير يـداه فــذاك المركب الملعون حقا فدســه لا تبســه إذا تـراه يهـان عليـه رب الخلق طرا وتعبــده فـإنك مـن عـداه انظر كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن قيم الجوزية (2\ 644). قال: (ومن العجيب أنهم يقرؤون في التوراة: ملعون من تعلق بالصليب. وهم قد جعلوا شعار دينهم ما يلعنون عليه، ولو كان لهم أدنى عقل لكان الأولى بهم أن يحرقوا الصليب حيث وجدوه، ويكسروه ويضمخوه بالنجاسة، فإنه قد صلب عليه إلههم ومعبودهم بزعمهم، وأهين عليه وفضح وخزي، فيا للعجب! بأي وجه بعد هذا يستحق الصليب التعظيم لولا أن القوم أضل من الأنعام؟ وتعظيمهم للصليب مما ابتدعوه في دين المسيح بعده بزمان، فاتخذته هذه الأمة معبودا يسجدون له، وإذا اجتهد أحدهم في اليمين حلف بالصليب، ولو كان لهذه الأمة أدنى مسكة من عقل لكان ينبغي لهم أن يلعنوا الصليب من أجل معبودهم وإلههم حين صلب عليه انظر كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن قيم الجوزية (2 \ 638). ... إلخ) والله أعلم.