دخول الكنيسة لسماع ما يقوله النصارى

[س 48]: هل يجوز دخول الكنيسة لسماع ما يقوله النصارى عن عيسى -عليه السلام-؟ وما الحكم الشرعي في ذهاب الطلاب من أبناء المسلمين الذين يدرسون في الخارج للكنيسة، حيث يفرض عليهم الذهاب لحضور حصص دراسية، أو سماع كلمة من أحد القسس؟ الجواب: لا يجوز للمسلم دخول معابد الكفار كالبِيَع والكنائس والصوامع والديارات وأماكن تعبدهم؛ لأن في ذلك إقرارا لهم على عبادتهم وتشبها بهم، ودعاية للجهال إلى غشيان أماكن عبادتهم مما قد ينخدع بهم بعض الجهلة، ويتقربون بمثل عباداتهم ويقلدونهم، لكن إن كان الداخل من أهل العلم والإيمان والمعرفة التامة بتعاليم الإسلام ودخل لسماع ما يقولونه حتى يرد عليهم، أو يعرف اختلافهم واضطرابهم ليحذر منهم، ويبين تفاهتهم وما يفعلونه من الخرافات والخزعبلات، ليكون على بصيرة من دينه، ويعرف الفارق الكبير بينه وبين أديان أهل التحريف والتبديل، أو دخل الكنائس للنظر في بنائها، وكيفية تأسيسها حتى يحذر المسلمين من التشبه بهم في معابدهم وخصائصهم؛ جاز له ذلك، والله أعلم. وأما ذهاب الطلاب إلى الكنائس للحصص الدراسية، أو سماع كلام القسيس فإن ذلك لا يجوز، سيما أبناء المسلمين الذين لم يتضلعوا في عقيدة الإسلام، ولم يتقنوا حقيقة دينهم، وقد ذهبوا إلى تلك البلاد قبل التوغل في معرفة الدين الصحيح، ونشؤوا بين أولئك النصارى، فإن مثل هؤلاء ينخدعون بما يسمعون من أولئك المنصرين الذين يبذلون قصارى جهدهم في تنصير من قدروا عليه من بني الإنسان، ولا يتكاثرون ما أنفقوه في الدعاية إلى دينهم، فمتى ذهب الشباب إلى تلك المعابد وشاهدوا تلك الصور، وسمعوا كلمات أولئك القسس، وما يبالغون فيه من مديح وهراء وحث ومبالغة في مدح دين النصارى، لم يؤمن أن ينخدعوا بتلك الدعايات، ويعلق بقلوبهم ما يعجز أهلوهم عن إقناعهم بالرجوع عنه، فالواجب التحذير من المسلمين لأولادهم عن السماع والإصغاء إلى سماع كلام أولئك النصارى، وتحذيرهم من دخول تلك الكنائس مهما استطاعوا، والله أعلم.