25- والإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص؛ كما جاء في الخبر: { أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا } أخرجه أبو داود برقم (4682)، وأحمد في المسند (2/ 250، 472، 527)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. قال أحمد شاكر (7396): إسناده صحيح، وقد حسّنه الألباني في السلسلة الصحيحة (751). . مسألة الإيمان قال الشيخ ابن جبرين: الإيمان لغة: التصديق الجازم بالشيء ودليله قوله -تعالى-: { وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا } [ يوسف: 17 ]. أي: بمصدق. وشرعًا: قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان. قول باللسان: يراد به الكلام: كالشهادتين والذكر والدعاء والتلاوة وسائر الأقوال الخيرية. والعمل بالأركان: وهي الجوارح وهو: كالصلاة والصوم والحج والجهاد وتغيير المنكر باليد ونحوها. والعقد بالجنان: أي بالقلب يراد به التصديق والإخلاص والتوكل والمحبة ونحوها. اهـ من كتاب التعليقات على متن لمعة الاعتقاد، صفحة 130، 131. من المسائل التي اختلف فيها أهل السُّنّة مع المرجئة ونحوهم. قال أهل السُّنّة: إن الإيمان قول وعمل، وأنه تدخل فيه العقائد، وتدخل فيه الأقوال والأعمال، فهو قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فالأقوال الأذكار ونحوها تكون من الإيمان، والعقائد، وأذكار القلب تكون من الإيمان، والأعمال البدنية داخلة في مسمى الإيمان، ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- { الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان } أخرجه البخاري برقم (9) في الإيمان، باب: "أمور الإيمان"، ومسلم برقم (35)- 85 في الإيمان، باب: "بيان عدد شُعب الإيمان"، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. . فكلمة لا إله إلا الله من الإيمان ، وهي قول باللسان، وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، وهي عمل بالبدن، والحياء من الإيمان، وهو عمل قلبي، وكذلك بقية شُعَب الإيمان. لذلك أيضًا نقول: إن من الإيمان جميع الأعمال التي هي قُربة، ويزيد بها الإيمان، وينقص بالمعاصي فالإيمان عند أهل السُّنّة: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية قال الشيخ ابن جبرين: المراد بالزيادة والنقص: تفاضل الناس في الدين، بحسب كثرة العمل، وما يقوم بالقلب. فإذا عَمِلَ خيرًا: كذكر وصدقة وجهاد زاد إيمانه. وإذا عمل معصية: كسَبٍّ ونهبٍ وكِبر وحسد، نقص إيمانه. اهـ من كتاب التعليقات على متن لمعة الاعتقاد، صفحة 132. . وقد أخبر الله بأنه يزيد في قوله -تعالى- { لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ } { فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا } ونحو ذلك. وكل شيء قَبِلَ الزيادة فهو قابل للنقصان، فالإنسان إذا ذكر الله وحمده وشكره زاد إيمانه، وإذا تكلم بسوء أو شتمٍ أو سِباب أو معصية نقص إيمانه، وهكذا. |