وتعجيل الأضحى، وتأخير الفطر، والفطر- في الفطر خاصة قبل الصلاة- بتمرات وترا، وأن يتنظف ويتطيب لها، ويلبس أحسن ثيابه، ويذهب من طريق ويرجع من آخر. قوله: (وتعجيل الأضحى، وتأخير الفطر): ويسن التبكير بصلاة الأضحى حتى يبادروا إلى ذبح أضاحيهم، ويكون أول أكلهم منها، ويسن تأخير صلاة عيد الفطر، أي: الفرق بينهما نحو عشر دقائق أو قريبا منها. قوله: (والفطر- في الفطر خاصة قبل الصلاة- بتمرات وترا): ويسن أن يفطر قبل عيد الفطر فيأكل تمرات وترا، حتى يتحقق الفطر حسا ومعنى، هكذا ورد في السنة أخرجه البخاري رقم (953) في الجمعة، والترمذي رقم (543) في الجمعة، وابن ماجه رقم (1754) في الصيام. من حديث أنس بن مالك. ذكر المؤلف والشارح أن من السنة أن يأكل تموات وترا قبل الخروج لصلاة العيد، ولم يبينا ذلك يوم عيد الأضحى، فعن بريدة رضي الله عنه قال: " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته " . يعني: يكون أكله بعد الصلاة، ويكون من أضحيته. أخرجه الترمذي رقم (542)، وابن ما جة رقم (1756)، والدارمي (1 / 375)، وأحمد (5 / 352، 353). قال الترمذي: حديث غريب، وصححه الحاكم (1 / 294)، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان (593)، وابن القطان. وأشار إلى تصحيحه الأرناؤوط في شرح السنة (4 / 306). فال الشوكاني في نيل الأوطار (3 / 357): والحكمة في تأخير الفطر يوم الأضحى: أنه يوم تشرع فيه الأضحية والأكل منها، فشرع له أن يكون فطره على شيء منها. . قوله: (وأن يتنظف ويتطيب لها، ويلبس أحسن ثيابه): ويتنظف لصلاة العيد كما يتنظف للجمعة ويتطيب لها، ويلبس أحسن ثيابه ثبت معناه في أحاديث كثيرة، عند البخاري من حديث عبد الله بن عمر رقم (948) في الجمعة، وغيره. . قوله: (ويذهب من طريق ويرجع من آخر): والسنة كذلك مخالفة الطريق فيذهب من طريق ويرجع من طريق آخر، هكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب للعيد خالف الطريق أخرجه البخاري رقم (986) في الجمعة، من حديث جابر بن عبد الله، وأخرجه الترمذي وغيوه من حديث أبي هريرة رقم (541) في الجمعة. والحكمة من ذلك تكثير مواضع العبادة، فتشهد له هذه البقعة وهذه البقعه، وقيل: الحكمة غيظ المنافقين فإذا ذهب مؤمن من هنا ورجع من هنا اكتظ هؤلاء وهؤلاء، وقيل: الحكمة الرفق بالمساكين الذين هنا والذين هنا، فإذا مر بهم فإنه يتفقد أحوال هؤلاء وأحوال هؤلاء، والله أعلم بالحكمة. |