قراءة يس على الموتى

وقال: ( اقرءوا على موتاكم يس ) رواه النسائي وأبو داود أخرجه أحمد (5 / 27)، وأبو داود رقم (3121) في الجنائز، وابن ماجه رقم (1448) في ما جاء في الجنائز، وابن حبان (720)، والحاكم (1 / 565). والطيالسي (931). قال الحافظ في التلخيص (2 / 115): وأعله ابن القطان بالاضطراب وبالوقف. وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه. ونقل أبو بكر بن العربي عن الدار قطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث. وانظر الإرواء للألباني (688). . قوله: (وقال: { اقرءوا على موتاكم يس } ): هذا الحديث ضعفه بعضهم، ولكن يظهر أن له شواهد يتقوى بها، فيعمل ولكن بعض الجهلة يقرأها بعد الموت أو عند القبر، والصحيح أنها تقرأ قبل الموت ما دام فيه حياة، فيسمع ويفهم ويتعظ ويتذكر، فمحل قراءتها هو في آخر حياة ذلك المريض فيحضر القارئ ويقرؤها من حفظه أو من المصحف، لأن فيها بشرى، مثل قوله تعالى: { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } [يس: 26، 27] . وفيها أيضا قوله تعالى: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } إلخ الآية [يس: 55] ففيها هذه البشارة، فيقوى قلبه ويفرح بذلك ويتعلق قلبه بربه. فقوله: "اقرءوا على موتاكم"، أي: على الذين في الموت، والذين قرب موتهم وظهرت عليهم أماراته، وهو مثل الحديث الذي قبله: { لقنوا موتاكم لا إله إلا الله } فكلا الحديثين في المحتضر، فإذا حضر أجله واقترب فإنه يلقن وتقرأ عليه هذه السور. وبعض الجهلة حملوا الحديثين على غير المراد منهما، فأخذ كثير من الجهلة التلقين بعد الموت أو بعد الدفن، ورووا في ذلك أحاديث أو حديثا ضعيفا رواه الطبراني وذكره صاحب سبل السلام عند شرحه لهذا الحديث: { إذا دفنتم الميت وسويتم عليه التراب فقفوا عند قبره وقولوا: يا فلان ابن فلانة فإنه ينتبه، ثم قولوا: يا فلان ابن فلانة فإنه يرفع رأسه، ثم قولوا: يا فلان ابن فلانة، فإنه يجلس، ويقول: أرشدنا أرشدك الله. إلخ الحديث } أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 45)، وقال: أخرجه الطبراني في الكبير، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. وقال الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار: حديث غريب، وسند الحديث من الطريقين ضعيف جدا. وقال النووي في المجموع (5 / 304): وإسناده ضعيف. وقال ابن القيم في الزاد: "حديث لا يصح رفعه". وضعفه الألباني في الإرواء رقم (753). . ومن الغريب أن هذا الحديث راج على كثير من الجهلة، فصاروا يستعملون التلقين بعد الدفن، وأصبح يستعمل في كثير من البلاد الإسلامية، ففي الشام وفي العراق وفي أفريقيا.. وغيرها، يعملون بهذا الحديث مع أن الحديث ضعيف، حتى قالوا في آخره: يا رسول الله فإذا لم نعرف اسم أمه؟ قال: ادعه باسم أمه حواء. وكل ذلك دليل على غرابته فلا يعمل به، فالتلقين بعد الموت بدعة. فائدة: بعدما يتوفي ويتم موته يسن أن يسجى، ثبت عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته سجي في ثوب حبرة أخرجه البخاري رقم (5814) في اللباس، ومسلم رقم (942) في الجنائز. وهذا إذا كان الميت غير محرم، أما المحرم فإنه يبقى في إحرامه الذي مات فيه، ولا يغطى رأسه، والمحرمة لا يغطى وجهها، كما سيأتي. - أي: فيه خطوط- وتسجيته حتى تبرد أعضاؤه، ويجعل على بطنه زجاجة أو شيئا ليس بثقيل جدا حتى يمنعه من الربو، لكي لا ينتفخ بطنه، وبعد ذلك يسرعون في تجهيزه.