س 13: ما حكم تجويد القراءة ؟ وما حد اللحن المبطل للصلاة ؟ وما الحكم في اللحن في فاتحة الكتاب ؟ وماذا تقولون في إمامة من تكثر أخطاؤه بصورة ملفتة للنظر ؟ ج 13: التجويد المطلوب هو إظهار الحروف وإيضاحها، قال النووي في التبيان: "وينبغي أن يرتل قراءته، قال الله -تعالى- { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا } وروى أبو داود والترمذي وصححه عن أم سلمة أنها نعتت قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قراءة مفسرة حرفا حرفًا" أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة 1466، والترمذي، في كتاب ثواب القرآن، باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- 2924 وقال: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه: إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة عن يعْلَى بن مملك عن أم سلمة. والنسائي، في كتاب الافتتاح، باب تزيين القرآن بالصوت 1022 والإمام أحمد 6/194 - 300 والفريابي في فضائل القرآن 205، 206. والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 201. والبيهقي في الشعب 2/391. والبغوي في شرح السنة 4/482، وقال: هذا حديث حسن غريب. وابن المبارك في الزهد ص38، وغيرهم. كلهم من طريق الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث. ويعلى بن مملك، حجازي، روى عن أم سلمة، وأم الدرداء، وعنه ابن أبي مليكة، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال ابن حجر في التقريب: مقبول من الثالثة. اهـ. قال الترمذي: وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُقطع قراءته 8/123. وهو كما قال، فقد أخرج بهذا الإسناد، أبو داود في سننه 4001، وفيه: أنها ذكرت أو كلمة غيرها، قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } يقطّع قراءته آية آية" والترمذي في سننه 2928، وقال: هذا حديث غريب، وأبو عبيد في فضائل القرآن 74، والإمام أحمد في مسنده 6/ 302، والدارقطني في سننه 21، وفي إسناد الدارقطني عمر بن هارون البلخي، قال فيه ابن مهدي وأحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال يحيى: كذاب خبيث! وقال أبو داود: غير ثقة! وقال علي والدارقطني: ضعيف جدا! وقال ابن المديني: ضعيف جدا! ذكر ذلك العظيم أبادي في تعليقه على سنن الدارقطني، وأخرجه الدارقطني عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، وقال: إسناده صحيح، وكلهم ثقات، رقم 37. وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 6/140، وفيه "كان قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". فذكرت حرفا حرفا، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 199. وأخرجه الحاكم 2/ 231، وصححه، ووافقه الذهبي. قال ابن الجزري في كتاب النشر في القراءات العشر 1/266: وهو حديث حسن، وسنده صحيح. اهـ. فالحديث بمجموعه حديث حسن بحمد الله. .. وعن عبد الله بن مغفل قال: { رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجّع في قراءته } أخرجه البخاري، في كتاب التوحيد، باب ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وروايته عن ربه رقم 1702. ومسلم، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ذكر قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- سورة الفتح يوم فتح مكة رقم 794. . وقال ابن عباس " لأن أقرأ سورة وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله " أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن 74 عن إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب، عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ كما يقول: وأخرجه -أيضا- عن حجاج، عن شعبة، وحماد بن سلمة، عن أبي جمرة عن ابن عباس نحو ذلك، إلا أن في حديث حماد: أحبُّ إليَّ من أن أقرأ القرآن، أجمع هذرمة. وأخرجه ابن المبارك في الزهد 420، عن معمر، عن أبي جمرة الضبعي. وقد نهي عن الإفراط في الإسراع، ويسمى الهذرمة، فثبت أن رجلا قال لابن مسعود "إني أقرأ المفصل في ركعة، فقال: هذًّا كهذِّ الشِّعر، إن أقوامًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع ". اهـ أخرجه البخاري، في كتاب صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في الركعة 742. ومسلم، واللفظ له، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذّ 822. . وقال ابن قدامة في المغني، والمستحب أن يأتي بها مرتلة معربة، يقف فيها عند كل آية، ويمكن حروف المد واللين، ما لم يخرجه ذلك إلى التمطيط... فإن انتهى ذلك إلى التمطيط والتلحين كان مكروها، لأنه ربما جعل الحركات حروفا، قال أحمد يعجبني من قراءة القرآن السهلة. وقال: قوله: { زينوا القرآن بأصواتكم } أخرجه أحمد 4/285، 296، 304 عن البراء، وأبو داود في سننه 1468 عن البراء. والنسائي في سننه 1015، 1016، عن البراء، وابن أبي شيبه في مصنفه 6/118. وابن ماجه في سننه 1337، عن البراء. والدرامي في سننه 3503، عن البراء. وأبو يعلى الموصلي في مسنده 2/289 رقم 1682. والبزار 3/246، عن عبد الرحمن بن عوف بلفظ "زينوا القرآن بأصواتكم". وقال: وهذا الحديث يرويه الزهري ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة وصالح بن موسى الذي روى هذا الحديث عن عبد العزيز، عن أبي سلمة عن أبيه ليّن الحديث، وإنما ذكرنا هذا الحديث لنبين علته، وقد روى صالح بن موسى هذا، حديثا آخر بهذا الإسناد ولم يتابع عليه -أيضا-. اهـ. قال الهيثمي في المجمع 7/171: رواه البزار وفيه صالح بن موسى وهو متروك. اهـ. وأخرجه الطبراني، عن ابن عباس، وقال الهيثمي 7/ 170. رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما عبد الله بن خراش، وثقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ، ووثقه البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ. وأخرجه عن عبد الله بن أبي نهيك، وقال الهيثمي: ورجاله ثقات. اهـ. وأخرجه البيهقي في الكبرى 2/53، وفي الصغرى 1/353، عن البراء والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/178. وعلقه البخاري في كتاب التوحيد 13/518، وأخرجه موصولا في كتاب خلق أفعال العباد 49. وابن حبان (الإحسان) 3/ 25 عن سفيان عن منصور عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء وإسناده صحيح. وأخرجه الحاكم من طرق كثيرة 1/571، 572، 573، 574، 575 عن البراء، وعن معمر. وابن نصر في قيام الليل 137 عن البراء. والحافظ ابن النقاش الحنبلي في فوائد العراقيين 48 بسند ضعيف، والحديث صحيح. قال القرطبي في التذكار 157: وأكثر العلماء يستحبون الترتيل في القراءة ليتدبره القارئ ويفهم معانيه. وروى ابن القاسم وابن وهب عن مالك في الهذّ في القراءة، فقال: "من الناس من إذا هذَّ كان أخف عليه، وإذا رتل أخطأ، ومن الناس من لا يحسن هذا، والناس في هذا على قدر درجاتهم، وما يَخفُّ عليهم وكل واسع، وقد روي عن جماعة من السلف، أنهم كانوا يختمون القرآن في ركعة، وهذا لا يمكن إلا بالهذّ، والله أعلم" اهـ. . قال: يحسنه بصوته من غير تكلف. اهـ. وقال -أيضا- تكره إمامة اللحان الذي لا يُحيل المعنى، نص عليه أحمد وتصح صلاته بمن لا يلحن، لأنه أتى بفرض القراءة، فإن أحال المعنى في غير الفاتحة لم يمنع صحة الصلاة، ولا الائتمام به، إلا أن يتعمده فتبطل صلاتهما. وقال -أيضا- يلزمه أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مشددة، غير ملحون فيها لحنا يحيل المعنى، فإن ترك ترتيبها أو شدة منها، أو لحن لحنا يحيل المعنى، مثل أن يكسر كاف (إياك) أو يضم تاء (أنعمت) أو يفتح ألف الوصل في (اهدنا) لم يعتد بقراءته إلا أن يكون عاجزًا عن غير هذا. اهـ. وبهذا يعرف حد اللحن الذي يبطل الصلاة، ولا شك أن الذي يكثر غلطه في الآيات والحروف لا تجوز إمامته مع وجود من يجيد القراءة. والله أعلم. |