وسئل عن صوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم رقم (1162) في الصوم. . ثانيا: صيام عاشوراء: قوله: (وسئل عن صوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية)): يوم عاشوراء هو العاشر من شهر محرم، ويسمى محرم عاشوراء، لأجل أن فيه هذا اليوم، وقد وقع فيه اختلاف كثير، أي اختلفت الأحاديث فيه، ففي بعضها أنه كانت تصومه قريش قبل الإسلام، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصومه أخرجه البخاري رقم (3831) في المناقب، ومسلم رقم (1125) في الصيام. وفي بعضها أنه لم يكن يصومه حتى أتى المدينة فوجد اليهود يصومونه أخرجه البخاري رقم (3942) في المناقب، ومسلم رقم (1131) في الصيام. وفي بعضها أنه فرض في أول سنة من الهجرة، ثم في السنة الثانية أصبح غير مفروض؛ بل أصبح سنة من السنن أخرجه البخاري رقم (1892) في الصوم، ومسلم رقم (1126) في الصيام. . وقد وقع في هذا اليوم أكاذيب من طائفتين: طائفة الرافضة وطائفة الناصبة، فطائفة الرافضة تجعله يوما نحسا ويوم مأتم فهم كل عام فيه يخمشون وجوههم ويضربون صدورهم ويمزقون ثيابهم وينتفون شعورهم؛ لأنه اليوم الذي قتل فيه الحسين، فيفعلون ذلك حزنا على الحسين، وجاءوا فيه بأكاذيب وترهات لا يصدقها من عنده أدنى مسكة من عقل. وقابلهم النواصب فكذبوا فيه أيضا أكاذيب وجعلوه يوم شرف ويوم فضل، ورووا فيه أحاديث في التوسعة على العيال- مثلا- وفي لبس أحسن الثياب وفي التجمل وفي الاكتحال وفي الادهان وما أشبه ذلك، وكلها كذب ولم يصح فيه إلا الصوم. وفي آخر حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على أن يصام قبله يوم وهو اليوم التاسع، أو بعده يويم وهو اليوم الحادي عشر ذلك مخالفة لليهود. |