وقال أبو ذر: { أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة } رواه النسائي والترمذي رواه أحمد (5 / 150) والترمذي رقم (761) في الصرم، و النسائي رقم (22) في الصيام، وابن حبان (943- موارد). وحسنه الترمذي. وذكره الزركشي برقم (1390). . خامسا: صيام ثلاثة أيام من كل شهر قوله: (وقال أبو ذر: { أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام } . إلخ): من المندوب أيضا صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فقد أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه كأبي هريرة رواه البخاري رقم (1178) في التهجد، ومسلم رقم (721) في صلاة المسافرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد. وأبي ذر أخرجه النسائي رقم (2403) في الصيام، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني حبيبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة لا أدعهن إن شاء الله تعالى أبدا: أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر. وأوصى بها أولا عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صم من كل شهر ثلاثة أيام، فذلك صوم الدهر". جزء من حديث طويل أخرجه مسلم برقم (1159)- 193، في الصيام. وقد استوفى رواياته ابن الأثير في جامع الأصول (6 / 329). فأمره بأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؛ حتى يكون كأنه صام الدهر، لأنه إذا صام الثلاثة كأنه صام ثلاثين، فيكون كأنه صام الشهر كله، ويكون ذلك من المسابقة إلى الأعمال. فكان كثير منهم يحافظون عليها كأبي هريرة، ويقول: { أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن ما بقيت: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام } سبق تخريجه قريبا. . فكان لا يدعهن محافظة على الأعمال. وهذه الأيام الثلاثة تسمى أيام البيض؛ وذلك لأن لياليها بيض، والقمر فيها يكون طالعا من أول الليل إلى آخر الليل، فكأن الليل أبيض والنهار أبيض، فتسمى اليالي البيض أو أيام الليالي البيض، استحب صيامها أن تيسرت، فإذا فاتت على المرأة مثلا في عادتها، فإنها تصوم قبلها أو بعدها، ولا حرج. كذلك أيضا قد ثبت أن ابن عمر كان يصوم ثلاثة الأيام من أول الشهر، فقيل له: ألا تنتظر إلى أيام البيض؟ فقال: وما يدريني أني أدركها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصاه بقوله: { كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل } وكان ابن عمر يقول أيضا: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح" رواه البخاري رقم (6416) في الرقاق. . سادسا: صيام يوم وفطر يوم هذه الفقرة إضافة من الشيخ الشارح حيث لم يذكرها صاحب المتن. . وأفضل الصيام الذي أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن عمرو بن العاص أن يصوم يوما ويفطر يوما، وقال: { هذا صيام داود } رواه البخاري رقم (1131) في التهجد، ومسلم رقم (181) في الصيام. فحافظ عليه عبد الله ولم يخل به حتى توفي، كراهة أن يترك شيئا فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم. |