[ باب: عشرة الزوجين ] يلزم كل واحد من الزوجين معاشرة الآخر بالمعروف: من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وألا يَمْطُلَه بحقه. [باب: عشرة الزوجين ] قوله: (يلزم كل واحد من الزوجين معاشرة الآخر بالمعروف... إلخ): العشرة: هي الصحبة التي تكون بين الزوجين، قال الله تعالى: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } النساء: 19 ويسمى كل منهما عشيرًا للآخر، فيقال: هذا عشير هذه المرأة، وهذه عشيرته، يعني: زوجته وصاحبته، فالزوجة تسمى صاحبة أيضا، كما في قوله تعالى: { وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } عبس: 36 فكل منهما صاحب للآخر. ومعلوم أن الزوجين يصطحبان صحبة طويلة إذا وفق بينهما فقد تصحبه زوجته ستين سنة أو سبعين سنة أو نحوها وهي زوجة له، فهي أطول من يصاحبه ولذلك تسمى شريكة الحياة، يعني: أنها تشاركه في حياته في أفراحه وأتراحه؛ فلأجل ذلك ورد الأمر لنا من الله سبحانه بتحسين الصحبة وبتحسين العشرة، فقال تعالى: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } النساء: 19 فيلزم الزوج أن يعاشرها بالمعروف ويلزمها أن تعاشره بالمعروف. والعشرة بالمعروف هي: الصحبة الجميلة وكف الأذى وإيصال الخير وبذل الندى والتخلق بالفضائل، والبعد عن الأدناس والرذائل ومساوئ الأخلاق، ولين الجانب والصحبة الطيبة، والتغاضي عن الهفوات وعن الأخطاء التي قد تحصل من أحدهما ، وترك التشدد في الطلبات. وكذلك أيضا أداء الحقوق التي لكل منهما على صاحبه لا تمطله حقه ولا تتبرم عند طلبه، فإذا طلبها مثلاً إلى فراشه فلا تتمادى في التأخر ولا تمطله ولا تطيل البعد عنه، وكذلك أيضًا إذا طلبت منه حقًا لها كنفقة واجبة أو لازمة أو كسوة وهو قادر على ذلك؛ فليس له أن يتأخر ويماطلها فإن الله تعالى فرض لها حق النفقة في قوله تعالى: { وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ } البقرة: 233 . |