يجب على المسلم أن يتعلم، وأن يعمل بما تيسر له من الأذكار والأدعية، فالأذكار يضاعف أجرها في هذا الشهر، ويكون الأمل في قبولها أقرب، ويجب على المسلم أن يستصحبها في بقية السنة، ليكون من الذاكرين الله تعالى، وممن يدعون الله تعالى ويرجون ثوابه ورضوانه ورحمته. وذكر الله بعد الصلوات مشروع، وكذلك عند النوم، وعند الصباح والمساء، وكذلك في سائر الأوقات، وأفضل الذكر التهليل والتسبيح والتحميد والاستغفار والحوقلة وما أشبه ذلك، ويندب مع ذلك أن يُؤتى بها وقد فَهِمَ معناها حتى يكون لها تأثير، فيتعلم المسلم معاني هذه الكلمات التي هي من الباقيات الصالحات، وقد ورد في الحديث تفسير قول الله تعالى: { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ } أنها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله أخرجه مالك في الموطأ (ص: 210). في كتاب القرآن، باب (7): "ما جاء في ذكر الله تبارك وتعالى". رقم (23). عن سعيد بن المسيب. وأخرجه أحمد: (3/75). عن أبي سعيد الخدري وأخرجه أحمد أيضا: (4/268) عن النعمان بن بشير. قال الشنقيطي في أضواء البيان: (4/109): وجاءت دالة عليه أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، والنعمان بن بشير، وعائشة رضي الله عنها. ثم قال: التحقيق أن (الباقيات الصالحات) لفظ عام يشمل الصلوات الخمس، والكلمات الخمس، وغيرها من الأعمال التي ترضي الله تعالى: لأنها باقية لصاحبها غير زائلة، ولا فانية كزينة الحياة الدنيا، ولأنها أيضا صالحة لوقوعها على الوجه الذي يرضي الله تعالى. وورد في حديث آخر: { أفضل الكلام بعد القرآن أربع، وهن من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر } أخرجه مسلم برقم (2137) في الآداب، باب: "كراهة التسميه بالأسماء القبيحة...". من حديث سمرة بن جندب بلفظ: "أحب الكلام...". وقد رواه البخاري معلقا في كتاب الأيمان والنذور، باب (19): "إذا قال والله لا أتكلم اليوم...". أي أفضل الكلام الذي يؤتى به ذكرا . فلتتعلم -أخي المسلم- معنى التهليل ومعنى الاستغفار ومعنى الحوقلة ومعنى التسبيح والتكبير والحمد لله وما أشبه ذلك، تعلم معناها حتى إذا أتيت بها، أتيت بها وأنت موقن بمضمونها، طالب لمستفادها. وشهر رمضان موسم من مواسم الأعمال، ولا شك أن المواسم مظنة إجابة الدعاء، فإذا دعوت الله تعالى بالمغفرة وبالرحمة وبسؤال الجنة وبالنجاة من النار وبالعصمة من الخطأ وبتكفير الذنوب وبرفع الدرجات وما أشبه ذلك ودعوت دعاءً عاما بنصر الإسلام وتمكين المسلمين وإذلال الشرك والمشركين وما أشبه ذلك، رُجي بذلك أن تستجاب هذه الدعوة من مسلم مخلص، ناصح في قوله وعمله. وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعاء وبسؤال الجنة، وبالنجاة من النار؛ وذلك لأنها هي المآل. |