وقد قال ابن القيم رحمه الله في نونيته: ودليلهم في ذاك بيت قاله فيما يقال الأخطل النصراني وكذلك البيت المنسوب إلى شيخ الإسلام - رحمه الله - في العقيدة اللامية التي أولها: يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي رزق الهدى من للهداية يسأل اسمع كلام محقق في قــوله لا ينثني عنه ولا يتبـــدل حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها أتوســل ولكلهم قدر وفضل ســـاطعُ لكنما الصديق منهم أفضـل إلى قوله: قبح لمن نبذ الكتــاب وراءه وإذا استدل يقول: قال الأخطل قبح له! كيف ينبذُ الكتاب ويستدل بقول الأخطل؟! فعلى هذا كيف يكون كلام الأخطل دليلا على مسألة الكلام، وأن الكلام هو المعنى دون اللفظ، فالعرب لا تنسب للساكت كلامًا، ولو كان يحدث نفسه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: { إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها؛ ما لم يتكلموا أو يعملوا به } رواه البخاري بنحوه في الطلاق برقم (5269)، ومسلم في الإيمان برقم (127) واللفظ له. ولما قال له بعض الصحابة: { إن أحدنا ليجد في نفسه لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة } رواه أبو داود في الأدب برقم (5101). . |