وذكر في الحديث: أن عيسى عليه السلام يرغب إلى الله تعالى في أن الله ينجيه منهم، فيموتون فيصبحون فرسى، فيرسل الله عليهم ريحًا فتقذفهم في البحار، وينزل ماء من السماء فيغسل الأرض بعدهم حتى تكون كالزَّلَفَة (أي: المرآة)، ويبارك الله في الرسل، حتى إن الجماعة يشربون من لبن اللقحة فيروون منه، وحتى إن الجماعة يأكلون ويشبعون من الرمانة ويستظلون بقحفها رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة برقم (2937). إلى آخر الحديث الطويل الذي في آخر صحيح مسلم نصدق بذلك كله ولو استغربه من استغربه. وأما خروج الدابة: فذكر أيضًا في القرآن قال الله تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } (النمل:82) هذه الدابة ورد فيها صفات، ولكن ليست كلها بصحيحة، وإنما الثابت أنها دابة في الأرض مستغربة، وأن هذه الدابة تكلمهم كما أخبر الله تعالى، ولا يدري ماذا تكلم به. وأما طلوع الشمس من مغربها: ففسر به قول الله تبارك وتعالى: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } (الأنعام:158) وفسر هذا البعض بأنه طلوع الشمس من مغربها، وإذا طلعت آمن الناس كلهم، وذلك يوم لا ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا. لا شك أن الأحاديث قد ثبتت في ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها } رواه أبو داود في الجهاد برقم (2476). هذه من أكبر العلامات التي ذكرت في الأحاديث. وذكر أيضًا في بعض الأحاديث أنه يكون هناك خسف بالمشرق، وخسف في المغرب، وخسف في جزيرة العرب وأنه يكون آخر الآيات نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا. وذكر أيضًا من أشراط الساعة أو من العلامات { نارٌ تخرج من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى } رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة برقم (2902). وهذه الآية قد خرجت في القرن السابع، وذكروا أنها ترتفع نحو عشرين ذراعًا أو ثلاثين ذراعًا في السماء، وأنها تشتعل بالحجارة ، وإذا ألقي فيها السعف لا تحرقه ، دامت أيامًا في شرق المدينة وذكرها المؤرخون كابن كثير وأطال في الكتابة عنها ، وأنها من الأشراط التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم . هذه من العلامات الكبيرة التي أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وآخر ذلك إخباره بأن الله يرسل ريحًا ليِّنة طيبة، وأنها تقبض روح كل مؤمن، وأنه لا يبقى بعد هذه الريح الطيبة إلا شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، يتهارجون تهارج الحُمُر، فعليهم تقوم الساعة. |