وسئل وفقه الله: ما الوسيلة لإخلاص العمل أو إصلاح النية ؟ أرشدونا وفقكم الله؟ فأجاب: من المعروف أن الإخلاص من شروط التوحيد، ومعناه أن يعتقد المسلم أن عمله لله، وأن لا يريد به حظا عاجلا، ولا مدحا، ولا ثناء من أحد، وإنما النية والدافع الذي في قلبه هو إرادة وجه الله. وقد وردت الأدلة في ذلك كقوله - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد: { من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله } قطعة من حديث أبي موسى عند البخاري كما في الفتح: 6/33 - برقم (2810)، في الجهاد، باب "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا". ومسلم برقم (1904)، في الإمارة، باب "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.". يعني أن الذي يقاتل حمية، أو عصبية، لا تكون نيته صحيحة. كذلك نية التوحيد، ففي الحديث: { من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نَفْسه } حديث أبي هريرة: "من أسعد الناس بشفاعتك..." إلخ. رواه البخاري كما في الفتح: 1/233 برقم (99)، في العلم، باب "الحرص على الحديث". بأن تكون نيته الطاعة والقربة إلى الله. وبين ما يضاد ذلك، ففي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: { من سمّع سمّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به } رواه البخاري كما في الفتح: 11/343 برقم (6499)، في الرقاق، باب "الرياء والسمعة"، ومسلم برقم (2987) في الزهد، باب "من أشرك في عمله غير الله"، عن جندب، ولمسلم نحوه عن ابن عباس برقم (2986). يعني: من حسّن صوته بالقراءة ونحوها ليمدح، فإن الله لا يمدحه. كذلك من صلّى صلاةً بخشوع وخضوع، أو تصدق بصدقة، أو ما أشبه ذلك، أو أنفق في سبيل الله رئاءَ الناس فإن الله تعالى يفضحه؛ لأن هذا من الرياء الذي يحبط الأعمال. وبالجملة فالإخلاص هو أن تريد بعملك وجه الله، وأن لا تقصد به مدحا ولا ثناء ولا حظا دنيويا. |