وسئل -يحفظه الله- يقول أحد الدعاة -وهو ينتمي لجماعة من الجماعات الإسلامية في معرض حديثه في محاضرة ألقيت في إمارة الشارقة بالإمارات المتحدة، يقول- التوحيد من ناحية تقسيمه إلى ثلاثة أنواع لم يثبت عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولم يثبت عن الصحابة، وعليه فهذا التقسيم بمسماه بدعة انتهى كلامه. ثم سألت أحد طلبة العلم فقال: يمكن أن يقسم التوحيد إلى أكثر من ثلاثة وهكذا. نرجو توضيح هذه المسألة؟ فأجاب: إن تقسيم التوحيد إلى قسمين أو ثلاثة جاء عن علماء الأمة وأخذوه استنباطا من الأدلة، حيث إن النصوص الصريحة تفيد وجوب توحيد الرب تعالى، باعتقاد أنه واحد، قال تعالى: { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } وقال تعالى: { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ } وفي الحديث: { ولا نعبد إلا إياه } رواه مسلم برقم: (594) في المساجد ومواضع الصلاة، باب "استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته"، عن ابن الزبير. وفي الدعاء: { ولا إله غيرك } في حديث الاستفتاح عند الترمذي: برقم (243)، في الصلاة، باب "ما يقول عند افتتاح الصلاة". وأبي داود برقم: (776)، في الصلاة، باب "من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك"، عن عائشة، ورواه الترمذي برقم (242)، في الصلاة، باب "ما يقول عند افتتاح الصلاة"، وأبو داود برقم (775)، في الصلاة، باب "من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك". عن أبي سعيد، ورواه مسلم عن عمر موقوفا: (399). وغير ذلك من الأدلة. فإذا قلنا: إن الله تعالى واحد في إلهيته، وأحقّيته للعبادة، فهذا توحيد العبادة، دليله الآيات المذكورة. وإذا قيل: إن الله تعالى واحد في ذاته وأسمائه وصفاته، بدليل قوله تعالى: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } وقوله: { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } وقوله: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } كان هذا توحيد الربوبية، والأسماء والصفات، والمعرفة والإثبات، وهو التوحيد الخبري الاعتقادي، فهذا صحيح، ودليله الآيات المذكورة. فكيف يقال: إن هذا بدعة؟! مع أنه مأخوذ من هذه الآيات والأحاديث والنصوص الصريحة، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. |