وسئل فضيلته: قول أشهد أن لا إله إلا الله من أي أنواع التوحيد؟ وأي توحيد يعصم الدم والمال؟ فأجاب: الشهادتان من توحيد الألوهية فشهادة أن لا إله إلا الله هي توحيد الألوهية الذي هو الاعتقاد والعمل، وشهادة أن محمدا رسول الله هي مكمّلة لها، وفيها الاتباع، فهي من توحيد الألوهية، وهو توحيد العبادة، يعني النطق بالشهادتين بلفظ الألوهية، من تكميل توحيد العبادة. وهذا التوحيد هو الذي يعصم الدم والمال، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- { أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها } رواه البخاري كما في الفتح: 1/94، برقم (25)، في الإيمان، باب "(فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم)". ومسلم برقم (22)، في الإيمان، باب "الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله". . متفق عليه من حديث ابن عمر وذلك أن توحيد الربوبية قد أقر به المشركون ولم يعصم دماءهم وأموالهم؛ حيث عبدوا مع الله غيره، فلذلك أمر الله بقتالهم، بقوله تعالى: { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } فإذا تابوا من هذا الشرك وعبدوا الله وحده وجب الكف عنهم. والله أعلم. |