وسئل -حفظه الله- يقول شارح كتاب العقيدة الطحاوية انظر شرح العقيدة الطحاوية، صفحة: 81، فقد أوضح المصنف هذه المسألة وفصل الأدلة فيها، ثم بين الفرق بين توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية، وأن الإيمان بتوحيد الإلهية متضمن أيضا الإيمان بتوحيد الربوبية، ثم بين أن هناك من يؤمن بتوحيد الربوبية ولا يؤمن بتوحيد الإلهية، وهذا هو أصل شرك العرب. فإن الإيمان بتوحيد الربوبية وحده لا يكفي؛ بل يلزم الإيمان بتوحيد الألوهية. بل التوحيد الذي دعت إليه الرسل، ونزلت به الكتب، هو توحيد الإلهية المتضمن توحيد الربوبية، هلاّ بيّنتهم لنا دلالة التضمن؟ فأجاب: كون الشيء في ضمن غيره يسمى تضمنا، نقول: إنه لا يمكن أن يعبد الله بتوحيد الألوهية، إلا بعدما يعترف بأن الرب هو الخالق المتصرف، وهذا هو توحيد الربوبية. فتوحيد الربوبية في ضمن توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية كأنه الدافع إلى توحيد الألوهية؛ فالتضمن معناه: الاشتمال عليه، وكونه في ضمنه. فالأصل في التكليف أن الله أمرنا بتوحيد الألوهية، ولكن جعل توحيد الربوبية دليلا عليه. |